معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

بده

صفحة 212 - الجزء 1

  وكنتُ خِلتُ الشَّيبَ والتَّبدِينَا ... والهَمَّ مما يُذْهِلُ القَرِينا

  وتسمَّى الدِّرعُ البَدَنَ لأنها تَضُمّ البَدَن.

بده

  الباء والدال والهاء أصلٌ واحد يدلُّ على أوَّل الشئِ والذي يفاجِئُ منه. يقال بادَهْتُ فُلاناً بالأمر، إذا فاجأتَه. وفلانٌ ذو بَديهة إذا فجِئَه الأمرُ لم يتحيَّر. والبُدَاهة أوّل جَرْى الفرَس؛ قال الأعشى:

  إِلّا بُداهَةَ أو عُلا ... لَةَ سابحٍ نَهْدِ الجُزَارَهْ⁣(⁣١)

بدو

  الباء والدال والواو أصلٌ واحد، وهو ظُهور الشئِ. يقال بَدَا الشئُ يَبدُو، إذا ظهَرَ، فهو بادٍ. وسُمِّى خلافُ الحَضَر بَدْواً من هذا، لأنَّهم في بَرَازٍ من الأرض، وليسوا في قُرًى تستُرُهم أبنِيتُها. والبادية خِلاف الحاضرة. قال الشاعر⁣(⁣٢):

  فمن تكن الحِضارةُ أعجبَتْهُ ... فأىَّ رِجالِ بادِيةٍ تَرَانا

  وتقول بدا لي في هذا الأمر بَدَاءٌ⁣(⁣٣)، أي تغيَّر رأْيى عما كان عليه.

بدأ

  الباء والدال والهمزة من افتتاح الشئ، يقال بدأت بالأمر وابتدأت، من الابتداء. واللَّه تعالى المبْدِئُ والبادئُ. قال اللَّه تعالى ø:

  {إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ} وَيُعِيدُ، وقال تعالى: {كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ}. ويقال للأمر العَجَبِ بَدِىُّ، كأنَّه من عَجَبِه يُبْدَأُ به. قال عَبِيد:


(١) ديوان الأعشى ١١٤، واللسان (بده، علل، جزر).

(٢) هو القطامي. انظر ديوانه ٥٨ واللسان (٥: ٢٧٢) وحماسة أبى تمام (١: ١٢٩).

(٣) بداء، كسماء. وفي الأصل: «بدء»، تحريف.