معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

ذب

صفحة 348 - الجزء 2

  توائِلُ من مِصَكٍ أنْصَبَتْهُ ... حوالِبُ أسْهَرَتْه بالذَّنينِ⁣(⁣١)

  ويقال له الذُّنَان أيضاً. ويقال إنّ المرأةَ الذّنّاءِ التي يسيل حَيضُها ولا ينقطع ويقال الذَّنانة بَقيّةُ الشّئ الهالكِ الضعيف.

  ومما يشذّ عن الباب - وقد قلتُ إنّ أكثر أمْرِ النَّبات على غير قياس - الذَّؤْنُون: نبتٌ. يقال خرَجَ النّاسُ يَتذأْنَنُون، إذا أخَذُوا الذُّؤْنُون.

ذب

  الذال والباء في المضاعف أصولٌ ثلاثة: أحدها طُوَيئرٌ، ثم يُحمَل عليه ويشبَّه به غيرُه، والآخَر الحَدُّ والحِدّة، والثالث الاضطرابُ والحرَكة.

  فالأوّل الذُّباب، معروف، وواحدته ذُبابة، وجمع الجمع أذِبّة. وممّا يشبّه به ويُحمَل عليه ذُباب العَين: إِنسانُها. ويقال ذَبَبْتُ عنه، إذا دفَعْتَ عنه، كأنّك طردت عنه الذُّباب التي يتأذّى به. وقول النابغة:

  ... ضَرَّابَةٍ بالمِشْفَر الأَذِبَّهْ⁣(⁣٢) ...

  فهو جمع ذُبابٍ. والمذبوبُ من الإبل: الذي يدخل الذباب منحره.

  والمذبوب: الأحمق، كأنّه شُبِّه بالجمل المذبوب.

  وأمّا الحَدُّ فذُبَاب أسنانِ البعير: حَدُّها. قال الشاعر⁣(⁣٣):


(١) ديوان الشماخ ٩٣. ورواية «أسهرته» هذه رواية أبى عبيد، كما نص في اللسان.

ويروى: «أسهريه». والأسهران: عرقان يندران من الذكر عند الإنعاظ. وأنكر الأصمعي الأسهرين، وقال: «وإنّما الرواية أسهرته، أي لم تدعه ينام». انظر اللسان (سهر).

(٢) من رجز يقوله النابغة للنعمان بن المنذر، كما في الأغائى (٩: ١٦٩). وقبله:

أصم أم يسمع رب القبه ... يا أوهب لناس لعنس صلبه.

(٣) هو المثقب العبدي. وقصيدته في المفضليات (٢: ٨٨ - ٩٢).