معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

حجز

صفحة 139 - الجزء 2

  مَكَّة، هو المُدَار بالبيت. والحِجْر: القرابة. والقياس فيها قياس الباب؛ لأنها ذِمامٌ وذِمارٌ يُحمَى ويُحفَظ. قال:

  يُرِيدُونَ أن يُقْصُوهُ عَنِّى وإنّه ... لَذُو حَسَبٍ دانٍ إلىّ وذو حِجْرِ⁣(⁣١)

  والحِجْر: الحرام. وكان الرجل يَلقَى الرجلَ يخافُه في الأشهرُ الحُرُم، فيقول:

  حِجْراً؛ أي حراما؛ ومعناه حرامٌ عليك أن تنالَنى بمكروه، فإذا كان يومُ القيامة رأى المشركون ملائكة العذاب فيقولون: {حِجْراً مَحْجُوراً} فظنُّوا أنّ ذلك ينفعهم في الآخرة كما كان ينفعُهم في الدُّنيا. ومن ذلك قول القائل:

  حَتى دَعَوْنا بأرحامٍ لهم سَلَفَتْ ... وقال قائلُهم إنِّى بحاجُورِ⁣(⁣٢)

  والمحاجر: الحدائق: واحدها مَحْجِر. قال لبيد:

  ... تُرْوِى المَحَاجِرَ بازلٌ عُلْكومٌ⁣(⁣٣) ...

حجز

  الحاء والجيم والزاء أصلٌ واحدٌ مطَّرد القياس، وهو الحَوْلُ بين الشيئين. وذلك قولهم: حَجَزْتُ بين الرجلين وذلك أن يُمنَع كلُّ واحدٍ منهما مِن صاحبه. والعرب تقول «حَجَازَيْك» على وزن حَنانَيْك، أي احْجُزْ بينَ القوم وإنما سمِّيت الحجازُ حجازاً لأنها حَجَزَت بين نجدٍ والسَّراة وحُجْزَة الإزار:

  مَعْقِده. وحُجْزة السراويل: موضع التِّكَّة وهذا على التَّشبيه والتمثيل، كأنه حجز بين الأعلى والأسفل. ويقال: «كانت بينَ القوم رِمِّيَّا ثم صارت إلى


(١) البيت لذي الرمة في ديوانه ٢٦٠ واللسان والمحمل (حجر). لكن رواية الديوان:

«فأخفيت شوقى من رفيقي».

وفي الديوان واللسان: «لذو نسب».

(٢) البيت في المجمل واللسان (حجر).

(٣) سيعيده في ص ٣٦٢. وصدره كما في ديوانه ٩٤ واللسان (حجر):

... بكرت به جرشية مقطورة ...

وفي الأصل: «بلوى المحاجر»، صوابه في المجمل واللسان والديوان.