معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

طوس

صفحة 431 - الجزء 3

  علَما موضوعا، ويجوز أن يكون سمِّى بذلك لما فيه من امتدادٍ طولًا وعَرضا. ومن الباب قولهم: فعل ذلك طَوْراً بعد طَور. فهذا هو الذي ذكرناه من الزَّمان، كأنّه فَعَله مدَّةً بعد مدة. وقولهم للوحشىِّ من الطَّير وغيرها طُورِىّ وطُورانىٌّ، فهو من هذا، كأنَّه توحَّشَ فعدا الطَّورَ، أي تباعد عن حدِّ الأنيس.

طوس

  الطاء والواو والسين ليس بأصل، إنّما فيه الذي يقال له الطَّاوُس. ثم يشتقّ منه فيقال للشَّئ الحسن: مُطوَّس. وحُكى عن الأصمعىّ:

  تطوَّست المرأةُ: تزيّنَت. وذكر في الباب أيضاً أنّ الطَّوْس: تغطيةُ الشّيء. يقال طُسْته طَوْساً، أي غطَّيته. قالوا: وطَوَاس⁣(⁣١): ليلةٌ من ليالي المِحُاق.

طوع

  الطاء والواو والعين أصلٌ صحيح واحد يدلّ على الإصحابِ والانقياد. يقال طاعَه يَطُوعه، إذا انقاد معه ومضى لأمره. وأطاعه بمعنى طاعَ له.

  ويقال لمن وافَقَ غيرَه: قد طاوعه.

  والاستطاعة مشتقّة من الطَّوع، كأنها كانت في الأصل الاستطواع، فلما أسقطت الواو جعلت الهاء بدلًا منها، مثل قياس الاستعانة والاستعاذة.

  والعرب تقول: تطاوَعْ لهذا الأمر حتى تستطيعَه. ثم يقولون: تطوَّعَ، أي تكلَّف استطاعَته. وأمّا قولهم في التبرُّع بالشئ: قد تطوَّعَ به، فهو من الباب، لكنّه لم يلزمه، لكنّه انقاد مع خيرٍ أحبَّ أن يفعله. ولا يقال هذا إلّا في باب الخير والبِرّ. ويقال للمجاهِدَةِ الذين يتطوَّعون بالجِهاد: المُطَّوِّعة، بتشديد الطاء والواو،


(١) كذا ضبط في المجمل، ومثله في القاموس، إذ ضبطه كسحاب. وفي اللسان ضبط بالضم ضبط قلم.