معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

خط

صفحة 154 - الجزء 2

خط

  الخاء والطاء أصلٌ واحد؛ وهو أثَرٌ يمتدُّ امتداداً. فمن ذلك الخطُّ الذي يخطُّه الكاتب. ومنه الخطّ الذي يخطُّه الزَّاجر. قال اللَّه تعالى:

  {أَوْ أَثارَةٍ مِنْ عِلْمٍ} قالوا: هو الخَطُّ.

  ويُروَى: «إنّ نبيًّا من الأنبياء كان يَخُطّ فمن خَطَّ مِثلَ خَطِّه عَلِمَ مثلَ عِلْمه».

  ومن الباب الخِطَّة الأرض يختطُّها المرءُ لنفسه؛ لأنّه يكون هناك أثرٌ ممدود. ومنه خَطُّ اليمامة، وإليه تُنسَب الرِّماحُ الخَطِّيَّة. ومن الباب الخُطَّة، وهي الحال؛ ويقال هو بخُطَّةٍ سَوْء، وذلك أنّه أمْرٌ قد خُطَّ له وعليه. فأمّا الأرضُ الخطيطة، وهي التي لم تُمْطَر بينَ أرضينِ ممطورَتَين، فليس من الباب، والطاء الثانية زائدة، لأنَّها مِن أخطأ، كأنَّ المطر أخْطَأَها.

  والدّليل على ذلك

  قولُ ابن عبّاس: «خَطَّأَ اللَّهُ نَوْءَها».

  أي إذا مُطِر غيرُها أخْطَأَ هذه المطرُ فلا يُصيبُها.

  وأمّا قولهم: «في رأس فلانٍ خُطْيَةٌ⁣(⁣١)» فقال قوم: إنَّما هو خُطَّة. فإِن كان كذا فكأنّه أمرٌ يُخَطّ ويؤَثَّر، على ما ذكرناه.

خف

  الخاء والفاء أصلٌ واحد، وهو شئٌ يخالف الثِّقَل والرَّزانة.

  يقال خَفَّ الشّئُ يَخِفُّ خِفَّةً، وهو خفيف وخُفَافٌ. ويقال أَخَفَّ الرّجَل، إذا خَفّت حالُه. وأخَفَّ، إذا كانت دابّتُه خفيفةً. وخَفَّ القومُ: ارتحلوا. فأمّا الخُفُّ فمن الباب لأنّ الماشىَ يَخِفُّ وهو لابِسُه. وخُفُّ البَعير منه أيضاً.

  وأمّا الخُفُّ في الأرض وهو أطول من النَّعل⁣(⁣٢) فإنّه تشبيه. [وَ] الخِفُّ:

  الخَفِيف. قال:


(١) روى في اللسان (خطط): «خطبة» بالباء، ثم قال: «والعامة تقول: في رأسه خطبة.

وكلام العرب هو الأول».

(٢) في اللسان: «والخف في الأرض أغلظ من النعل».