معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

جمم

صفحة 419 - الجزء 1

  ومحتمل أن يكون جُلجُلانُ السِّمسمِ من هذا؛ لأنه يتجلجل في سِنْفِه إذا يَبِس.

  وممَّا يحمل على هذا قولهم: أصبْتُ جُلْجُلانَ قَلْبِه، أي حبَّةَ قلبه. ومنه الجِلَّ⁣(⁣١) قَصَب الزَّرْع؛ لأنَّ الريح إذا وقَعَتْ فيه جلجلَتْه. ومحتمل أن يكونَ من الباب الأوَّل لغِلَظهِ. ومنه الجَلِيل وهو الثُّمام. قال:

  ألا ليتَ شِعرِى هل أبِيتَنَّ ليلةً ... بوادٍ وحولى إذخِرٌ وجَليلُ⁣(⁣٢)

  وأما المَجَلَّة فالصَّحيفة، وهي شاذّة عن الباب، إلّا أنْ تُلحَق بالأوّل؛ لِعظَم خَطَرِ العِلْم وجلالته.

  قال أبو عبيد: كلُّ كتابٍ عند العرب فهو مَجَلَّة.

  ومما شذَّ عن الباب الجلّة البَعْرَ⁣(⁣٣)

جمم

  الجيم والميم في المُضاعف له أصلان: الأوّل كثرةُ الشئ واجتماعه، والثاني عَدَم السِّلاح.

  فالأوَّل الجَمُّ وهو الكَثِير، قال اللَّه جلّ ثناؤه: ويحبّون المال حبّا جمّا⁣(⁣٤) والجِمام: المِلْءُ، يقال إناءٌ [جَمَّانُ، إِذا بلَغَ⁣(⁣٥)] جِمامَهُ. قال:


(١) هو منك الجيم، كما في القاموس.

(٢) البيت لبلال بن حمامة، قاله وقد هاجر مع النبي فاجتوى المدينة. انظر معجم البلدان (٥: ٢٢٢) واللسان (١٣، ١٢٧) والسيرة ٤١٤ جوتنجن.

(٣) الجلة بمعنى البعر، مثلثة الجيم. والبعر، يقال بالفتح وبالتحريك وفي الأصل: «البعير» محرف.

(٤) هذه قراءة أبى عمرو ويعقوب. وقرأ الباقون بالتاء: {وَتُحِبُّونَ}. انظر إتحاف فضلاء البشر ٤٣٨.

(٥) التكملة من المجمل.