معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

حضب

صفحة 75 - الجزء 2

حضب

  الحاء والضاد والباء أصلان: الأول ما تُسْعَرُ به النار، والثاني جنسٌ من الصَّوْت.

  فالأوَّل قوله جلَّ ثناؤُه: حضب جهنّم⁣(⁣١)، قالوا: هو الوَقُود بفتح الواو ويقال لما تُسعر النّار به مِحْضَب. وينشد بيت الأعشى:

  فلا تَكُ في حَرْبِنا مِحْضَباً ... لتجعَلَ قومَكَ شَتَّى شُعُوبا⁣(⁣٢)

  والصوت كقولهم لصوت القَوسِ حُضْبٌ، والجمع أحضاب. فأمّا قولهم إنَّ الحِضْب الحيّة ففيه كلامٌ، وإن صحّ فإنّه شاذٌّ عن الأصل.

حضج

  الحاء والضاد والجيم أصلٌ واحد يدلُّ على دناءة الشئ وسُقوطه وذَهابه عن طريقة الاختيار. يقول العرب: انحضج الرّجلُ وغيره إذا وقع بجَنْبه، وحضَجْت أنا به الأرضَ. ويقال: هذه إحدى حضَجَاتِ فلانٍ، أي إحدى سَقَطَاتِه. وذلك في القول والفِعل⁣(⁣٣). والحِضْج: ما يَبقى في حِياض الإبل من الماء، والجمع أحضاج. ويقال لِلدَّنِىِّ من الرجال حِضْج. وحَضَجْتُ النَّوْبَ، إذا ضربته بالمِحْضاج عند غَسلك إيَّاه، وهي تلك الخشبة.

  وأمَّا قولهم للزِّقِّ الضخم حِضاج فهو قريبٌ من الباب؛ لأنه يتساقط. فأمّا قولهم حضَجْت النّار أوقدتُها، فيجوز أن يكون من الباب، ويمكن أن يكون من باب الإبدال.

حضر

  الحاء والضاد والراء إيراد الشئ، ووروده ومشاهدته وقد يجئ ما يبعد عن هذا وإن كان الأصل واحداً.


(١) قرأ الجمهور بالصاد المهملة، محركة وساكنة وقرأ ابن عباس بالضاد المعجمة المفتوحة.

وروى عنه إسكانها. انظر تفسير أبى حيان (٦: ٣٤٠).

(٢) ملحقات ديوان الأعشى ٢٣٦ واللسان (حضب) وفي تفسير أبى حيان: «فتجعل».

(٣) في الأصل: «والفضل».