معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

هم

صفحة 13 - الجزء 6

  ويقال للخَيل: هَلَا: قِرِى⁣(⁣١)، صوتٌ يصوَّتُ به لها.

هم

  الهاءُ والميم: أصلٌ صحيح يدلُّ على ذَوْبٍ وجَرَيانِ ودَبيبٍ وما أشبَهَ ذلك، ثم يقاس عليه. منه قول العرب: همَّنى الشَّئُ: أذَابَنِى. وانْهَمَّ الشَّحمُ: ذاب. والهاموم: الشَّحم الكثير الإهالة. والسَّحاب الهامُوم: الكثير الصَّوب. والهَموم: البئر الكثيرة الماء. قال:

  ... إنَّ لها قَلَيْذَماً هَمُوما⁣(⁣٢) ...

  والهَميمة: المَطْرَة الخَفيفة، والرِّيح الرَّيْدانة: اللَّيّنة الهبُوب. والهَوَامّ:

  حشرات الأرض، سمِّيت لهِميمها، أي دَبِيبها. قال:

  ترى أثْرَه في صَفحتَيه كأَنّه ... مدراجُ شِبثانٍ لَهُنَّ هميمُ⁣(⁣٣)

  وهمَّم في رأسه: جعَلَ أصابعَه في خِلال شِعره، يجئ بها ويذهب لينام، كأنَّ أصابِعَه تدِبُّ في خلال شعره.

  ومن الباب الهِمُّ: الرّجل المُسِنّ؛ والمرأة هِمَّة، كأنهما قد ذابا من الكبر.

  وأمَّا الهَمُّ الذي هو الحزن فعندنا من هذا القياس، لأنّه كأنّه لشدته يَهُمُّ، أي يذيب. والهَمُّ: ما هَمَمْتَ به، وكذلك الهِمَّة، ثم تشتقُّ من الهِمَّة: الهُمام: الملكُ العظيم الهِمّة. ومُهِمُّ الأمرِ: شديدُه. وأهمَّنِى: أقْلَقَنى. والقياس واحد. وقولُ الكميت:


(١) في الأصل: «قربى»، صوابه من المجمل واللسان. وفي المجمل: «أي قرى، من الوقار».

(٢) سبق إنشاده وتخريجه في (جم، مخج).

(٣) لساعدة بن جؤية الهذلي في ديوان الهذليين (١: ٢٣٠) واللسان (شبث، همم)، وقد سبق إنشاده في (شبث).