معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

بثر

صفحة 196 - الجزء 1

  ذلك مادِينُك إذْ قُرِّبَتْ ... أجمالُها كالبُكُرِ المُبْتِلِ⁣(⁣١)

  والبَتِيلة: كلُّ عضوٍ بلحمه مُكتنزِ اللَّحم، الجمع بتائِل، كأنه بكثْرةِ⁣(⁣٢) لحمه بائنٌ عن العضو الآخَر. ومنه قولهم: امرأةٌ مبتَّلَةُ الخلق. والتَّبَتُّل إخلاص النية للَّه تعالى والانقطاعُ إليه. قال اللَّه تعالى: {وَتَبَتَّلْ} إِلَيْهِ تَبْتِيلًا أي انقطِع إليه انقطاعاً.

باب الباء والثاء مع الذي بعدهما في الثلاثي

بثر

  الباء والثاء والراء أصلٌ واحد، وهو انقطاع الشئ مع دوام وسهولةٍ وكَثْرة. قال الخليل: بَثَر جلدُه تنفَّطَ⁣(⁣٣). قال الخليل: البَثْر خُرَّاجٌ صِغار، الواحدة بَثْرة. قال أبو علىّ الأصفهانىّ: بَثَرَ جلدُه بُثوراً فهو باثِر، وبُثِر فهو مبثور.

  قال: والماء البَثْر الذي يَنِشُّ ويبقَى منه على وجه الأرضِ كالعِرْمِض، وهو مرتفع عن وَجْهِ الأرض. يقولون صار الغَدير بَثْرا. قال أبو حاتم: ماءُ بَثْرٌ كثير.

  قال الهذلىُّ⁣(⁣٤):

  فافتَنَّهُنَّ مِنَ السَّواءِ وماؤه ... بَثر وعارَضَهُ طريقٌ مَهْيَعُ

  ويقال بائرٌ وبائع إذا بدا ونتأ.


(١) في اللسان «أراد جمع مبتلة، كتمرة وتمر. وقولك ذلك ما دينك أي ذلك البكاء دينك وعادتك. والبكر: جمع بكور، وهي التي تدرك أول النخل». وروايته في ديوان الهذليين:

«إذ جنيت». وسيأتي في (بكر).

(٢) في الأصل: «بكنزة»، والوجه ما أثبت.

(٣) في الأصل: «تنعظ»، تحريف.

(٤) هو أبو ذؤيب الهذلي، من مرثيته المشهورة. انظر ديوانه ص ١ والمفضليات (٢: ٢٢١).