معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

عجن

صفحة 241 - الجزء 4

  أعجميَّة؛ لأنَّها لا تدلُّ على شئ. فإن كان هذا أراد فله وجه، وإلّا فما أدرى أىَّ شئ أرَادَ بالأعجميَّة والذي عندنا في ذلك أنّه أُريد بحروف المُعجَم حُروفُ الخطِّ المُعْجَم، وهو الخطُّ العربىّ، لأنَّا لا نعلم خَطًّا من الخطوط يُعْجَم هذا الإعجامَ حتَّى يدلّ على المعاني الكثيرة. فأمَّا أنّه إعجام⁣(⁣١) الخطِّ بالأشكالِ فهو عندنا يدخل في باب العضِّ على الشَّئ لأنّه فيه، فسمى إعجاماً لأنّه تأثيرٌ فيه يدلُّ على المعْنى.

  فأمّا قولُ القائل:

  يريدُ أن يعرِبَه فيُعجِمُه⁣(⁣٢)

  فإنّما هو من الباب الذي ذكرناه. ومعناه: يريد أن يُبِين عنه فلا يقدرُ على ذلك، فيأتي به غيرَ فصيح دالّ على المعنى. وليس ذلك من إعجام الخطِّ في شئ.

عجن

  العين والجيم والنون أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على اكتناز شئٍ ليِّنٍ غير صُلب. من ذلك العَجَن، وهو اكتناز لحمِ ضَرْع النّاقة، وكذلك من البَقَر والشّاء. تقول: إنّها عَجْناء بيِّنة العَجَن. ولقد عَجِنَتْ تَعْجَنُ عَجَناً.

  والمتَعجِّن من الإبل: المكتنز سِمَناً، كأنّه لحمٌ بلا عَظْم.

  ومن الباب: عَجَن الخبَّازُ العجِينَ يَعجِنه عَجْناً. وممّا يقرُب من هذا قولُهم


(١) في الأصل: «فأما له عجام».

(٢) نسب إلى رؤبة في اللسان (عجم). وانظر ملحقات ديوانه ١٨٦. لكن نسب إلى الحطيئة في العمدة (١: ٧٤). والرجز في ديوان الحطيئة ١١١.