معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

فرع

صفحة 491 - الجزء 4

  ويقولون: أفْرَطت القربةَ: ملأتُها. والمعنى في ذلك أنَّه إذا ملأها فقد افْرَطَ، لأنَّ الماء يَسبِق منها فيَسيل. وغديرٌ مُفْرَطٌ: ملآنُ. وأفرطتُ القومَ، إذا تقدَّمتَهم وتركتَهم وراءك. وقالوا في قوله تعالى: {وَأَنَّهُمْ مُفْرَطُونَ}: أي مؤخَّرون.

  ويقولون: لقيته في الفَرْط بعد الفَرْط، أي الحين بعد الحين. يقال: معناه مَا فَرَط من الزَّمان. والفارطان: كوكبانِ أمام بَنات نَعْش، كأنَّهما سمِّيا بذلك لمتقدُّمهما. وأفراط الصَّباح: أوائل تَباشيره. ومنه الفَرَط، أي العَلَم⁣(⁣١) من أعلام الأرض يُهتدَى بها، والجمع أفراط. وإيّاه أراد القائلُ⁣(⁣٢) بقوله:

  أم هل سموتُ بجَرَّارٍ له لَجَبٌ ... جَمِّ الصَّواهلِ بين الجَمِّ والفُرُطِ⁣(⁣٣)

  ويقال إنَّما هو الفَرَط، والقياس واحد.

فرع

  الفاء والراء والعين أصلٌ صحيح يدلُّ على علوٍّ وارتفاعٍ وسموٍّ وسُبوغ. من ذلك الفَرْعُ، وهو أعلَى الشئ. والفَرْع: مصدر فَرعْتُ الشئ فَرعاً، إذا علَوتَه. ويقال: أفرَعَ بنو فلانٍ، إذا انتجَعُوا في أوَّل النَّاس.

  والفَرَع⁣(⁣٤): المال الطَّائل المَعدّ. والأفرع: الرَّجُل التامّ الشَّعَر، وقد فَرِع.


(١) في الأصل: «الحين»، صوابه من المجمل.

(٢) هو وغلة الحرمى، كما في اللسان (فرط ٢٤٤).

(٣) أنشد في المجمل «بين الجم والفرط» فقط. وقال: «فجمعه على فُرُط، ويقال إنما هو الفَرَط».

(٤) كذا ضبط في المجمل بالتحريك، وبذا ضبطه الجوهري، ووهمه المجد وذكر أن صوابه بسكون الراء. وأنشد:

فمن واستبقى ولم يعتصر ... من فرعه مالا ولم يكسر.