معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

سحف

صفحة 139 - الجزء 3

سحف

  السين والحاء والفاء أصلٌ واحدٌ صحيح، وهو تنحِيَة الشّئ عن الشئ، وكشفُه. من ذلك سَحفْت الشّعرَ عن الجلد، إذا كشطتَه حتّى لا يبقى منه شئ. وهو في شعر زهير:

  وما سُحِفَتْ فيه المقاديمُ والقَمْلُ⁣(⁣١)

  والسَّيْحَفُ: نصالٌ عِراض، في قول الشّنفَرَى:

  لها وفْضَةٌ فيها ثلاثونَ سَيْحَفاً ... إذا آنَسَتْ أُولَى العدىِّ اقشعرَّتِ⁣(⁣٢)

  والسَّحيفة⁣(⁣٣): واحدة السحائف، وهي طرائق الشّحم الملتزقة بالجلد، وناقةٌ سَحوفٌ من ذلك. وسمِّيت بذلك لأنّها تُسحَفُ أي يمكن كشطْها. والسَّحِيفة:

  المَطْرة تجرُف ما مَرَّت به.

سحق

  السين والحاء والقاف أصلان: أحدهما البعد، والآخر إنهاك الشئِ حتى يُبلغ به إلى حال البِلى.

  فالأوّل السُّحْق، وهو البُعد. قال اللَّه جلّ ثناؤه: {فَسُحْقاً لِأَصْحابِ السَّعِيرِ}. والسَّحُوق: النَّخلة الطويلة، وسمِّيت بذلك لبعد أعلاها عن الأرض.

  والأصل الثاني: سَحَقت الشئ أسحَقُه سَحقاً. والسَّحْق: الثوب البالِىَ.

  ويقال سَحقه البِلى فانسحق. ويستعار هذا حتَّى يقال إنّ العين تسحق الدّمع سحقا.

  وأسحق الشّئُ، إذا انضمر وانضمّ. وأسحَقَ الضَّرعُ، إذا ذهب لبنُه وبلِىَ.


(١) في الأصل: «المقالم»، تحريف، صوابه من الديوان ٩٩ واللسان (سحف). وصدره:

فأقسمت جهدا بالمنازل من منى.

(٢) البيت في اللسان (سحف). وقصيدته في المفضليات (١: ١٠٦).

(٣) في الأصل: «والسحف»، صوابه من المجمل.