معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

حن

صفحة 24 - الجزء 2

  ومنه الحُمَام، وهو حُمَّى الإبل. ويقال أحمَّت الأرض [إذا صارت⁣(⁣١)] ذات حُمَّى. وأنشد الخليل في الحَمِّ:

  ضُمَّا عليها جانِبَيْهَا ضَمًّا ... ضَمَّ عَجوزٍ في إناءِ حُمَّا

  وأمّا الدنُوّ والحضور فيقولون: أَحَمَّتِ الحاجةُ: حَضَرت، وأحَمَّ الأمرُ:

  دنا. وأنشد:

  حَيِّيا ذلك الغَزَال الأَجَمَّا ... إن يكنْ ذلك الفراقُ أحَمَّا⁣(⁣٢)

  وأمّا الصَّوت فالحَمْحَمة حَمحَمةُ الفَرَس عند العَلْف.

  وأمّا القَصْد فقولهم حَمَمْتُ حَمَّهُ، أي قَصَدْت قَصْدَه. قال طرَفة:

  جَعَلتْهُ حَمَّ كَلْكَلِها ... بالعَشِىِّ دِيمَةٌ تَثِمُه⁣(⁣٣)

  ومما شذَّ عن هذه الأبواب قولهم: طلَّق الرّجُل امرأتَه وَحَمَّمَها، إذا متَّعهد بثَوْبٍ أو نحوه. قال:

  أنتَ الذي وَهبتَ زيداً بعد ما ... همَمْتُ بالعَجُوز ... أَنْ تُحَمَّما⁣(⁣٤)

  وأمّا قولهم احتَمَّ الرَّجلُ، فالحاء مبدلةٌ من هاء، وإنّما هو من اهتَمَّ.

حن

  الحاء والنون أصلٌ واحد، وهو الإشفاق والرّقّة. وقد يكون ذلك مع صوتٍ بتوجُّع. فحنين النّاقةِ: نِزاعُها إلى وطنها. وقال قوم: قد يكون ذلك من غير صوتٍ أيضاً. فأمَّا الصوت فكالحديث الذي جاء في حَنِين الجِذْع الذي


(١) التكملة من المحمل واللسان.

(٢) الأجم: الذي لا قرن له. وفي الأصل واللسان: «الأحما»، صوابه في المجمل.

(٣) في الديوان ١٦: «لربيع ديمة»، وفي اللسان: «من ربيع».

(٤) البيتان في اللسان (حمم، وثم).