معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

شنف

صفحة 219 - الجزء 3

  ويحملون على هذا فيقولون: تشنَّعت الإبل في السير، إذا جدّت. وإنما يكون ذلك في أرفعِ السَّير، فيعود القياسُ إلى ما ذكرناه من الارتفاع وإن لم يكن في ذلك قبح.

شنف

  الشين والنون والفاء كلمتان متباينتان: أحدهما الشَّنْف، وهو من حَلْى الأذُن. والكلمة الأخرى: الشَّنَف: البُغض. يقال شَنِف له يَشْنَف شنَفاً.

شنق

  الشين والنون والقاف أصلٌ صحيح منقاس، وهو يدلُّ على امتدادٍ في تعلَّقٍ بشئ من ذلك الشِّناق، وهو الخيط الذي يُشَدُّ به فمُ القربة.

  وشَنَقَ الرّجل بزمام ناقته، إذا فعل بها كما يفعل الفارسُ بفرسه، إذا كَبَحَه بلجامه.

  ويقال إنّ الشَّنَق: طولُ الرأس، كأنما يمتدُّ صُعُداً. وفرسٌ مشنوق:

  طويل.

  ومن الباب وهو قياسٌ صحيح: الشَّنَق نِزَاع القلب إلى الشئِ، وذلك أنه لا يكون إلّا عن عَلَقٍ، فقد يصحُّ القياس الذي ذكرناه.

  فأمَّا الأشناق فواحدها شَنَق، وهو ما دون الدِّية الكاملة، وذلك أن يسوق ذُو الحمالة ديةً كاملةً، فإِذا كانت معها دياتُ جراحاتٍ دون التمام فتلك الأشناق، وكأنها متعلِّقة بالدِّية العُظمى. والذي أراده الشاعر هذا بقوله:

  قَرْمٌ تُعَلَّقُ أشناقُ الدِّيات به ... إذا المئُون أُمِرَّتْ فَوقَه حَمَلَا⁣(⁣١)

  والشَّنَق، في الحديث: ما دون الفريضتين، وذلك في الإبل والغنم والبقر. وهو


(١) للأخطل في ديوانه ١٤٣ واللسان (شنق).