معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

أزم

صفحة 97 - الجزء 1

  وأما الكَذِب فالإِزْل، قال ابن دارة⁣(⁣١):

  يقولونَ إِزْلٌ حُبُّ لَيْلَى وَوُدُّها ... وقد كَذَبُوا ما في مَوَدَّتِهَا إزْلُ⁣(⁣٢)

  وأما الأزَل الذي هو القِدَم فالأصل ليس بقياس، ولكنّه كلامٌ مُوَجزٌ مُبدَل، إِنَّما كان «لم يَزَلْ» فأرادوا النِّسبة إليه فلم يستقم، فنسَبُوا إلى يَزَل، ثم قلبوا الياء همزة فقالوا أزَلِىٌّ، كما قالوا في ذي يَزَن⁣(⁣٣) حين نسبوا الرُّمْحَ إليه: أَزَنىٌّ.

أزم

  وأما الهمزة والزاء والميم فأصلٌ واحد، وهو الضِّيق وتَدانِى الشّئِ من الشئ لشدّةٍ والتِفَافٍ؛ قال الخليل: أَزَمْتُ وأنا آزِمٌ. والأزْم لشدّة العَضّ. والفرسُ. يأزِم على فأس اللِّجام. قال طَرَفَة:

  هَيْكَلَاتٌ وَفُحُولٌ حُصُنٌ ... أَعْوَجِيَّاتٌ على الشَّأْوِ أُزُمْ⁣(⁣٤)

  قال العامرىّ: يقال أَزَمَ عليه إذا عَضَّ ولم يفتح فَمَه. قال أبو عُبيد:

  أَزَمَ عليه إذا قبض بفمه، وبَزَم إذا كان بمقدَّم فيه. والحِمْيَةُ تسمَّى أَزْماً


(١) هو عبد الرحمن بن مسافع بن دارة، شاعر إسلامي، ترجم له أبو الفرج في (٢١:

٤٩ - ٥٧).

(٢) وكذا جاءت رواية البيت في اللسان (١٣: ١٤)، وصواب الرواية: «حب حمل» و «جمل» اسم صاحبته، وقد تكرر ذكرها في الأغانى (٢١: ٥٠) في أبيات القصيدة.

(٣) قال ابن جنى: ذو يزن غير مصروف، وأصله يزأن، بدليل قولهم رمح يزأنى وأزأنى. انظر اللسان (١٧: ٣٤٨).

(٤) البيت في ديوان طريفة ٥٩.