معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

سبخ

صفحة 126 - الجزء 3

  والأصل الآخر السَّبْح والسِّباحة: العَوم في الماء. والسّابح من الخيل:

  الحَسنُ مدِّ اليدين في الجَرْى. قال:

  فولَّيْتَ عنه يرتَمِى بِكَ سابحٌ ... وقد قابَلتْ أذْنَيه منك الأخادعُ⁣(⁣١)

  يقول: إنّك كنتَ تلتفتُ تخافُ الطَّعنَ، فصار أخْدَعُك بحذاء أذُن فرسِك.

سبخ

  السين والباء والخاء أصلٌ واحدٌ يدلُّ على خفّة في الشّئ.

  يقال للذي يسقط مِن ريش الطائر السَّبِيخ. ومنه

  الحديث: أنّ رسول اللَّه ÷ سمِع عائشة تدعو على سارقٍ سَرَقها، فقال: «لا تُسبِّخى عنه بدعائك عليه».

  أي لا تخفِّفى. ويقال في الدّعاء: «اللهمَّ سَبِّخْ عنه الحُمَّى»، أي سُلَّها وخَفِّفْها. ويقال لما يتطاير من القُطن عند النَّدْف: السَّبِيخ. قال الشاعر يصف كِلابا:

  فأرسلوهُنَّ يُذْرِينَ التُّرَابَ كما ... يُذْرِى سَبائخَ قُطنٍ نَدْفُ أوتَارِ⁣(⁣٢)

  وقد رُوِى عن بعضهم⁣(⁣٣) أنَّه قرأ: إنّ لك في النّهار سبخا طويلا، قال: وهو معنى السَّبْخ، وهو الفَراغ؛ لأنّ الفارغ خفيف الأمر.

سبد

  السين والباء والدال عُظْمُ بابِه نبات شعرٍ أو ما أشبهه.

  وقد يشذُّ الشئ اليسير. فالأصلُ قولُهم: «ما له سَبَدٌ ولا لَبَدٌ». فالسَّبَد: الشعر.

  واللَّبَد: الصوف. ويقولون: سَبَّدَ الفَرْخُ، إذا بدا رِيشُه وشَوَّكَ. ويقال إنّ السُّبدَة العانة. والسُّبَد: طائر، وسمِّى بذلك لكثرة ريشه. فأمَّا التَّسبيد فيقال إنَّه استئصال


(١) أنشده في المجمل أيضا.

(٢) البيت للأخطل في ديوانه ١١٥ واللسان والتاج (سبخ).

(٣) هي قراءة يحيى بن يعمر، كما في اللسان.