معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

(باب الباء والطاء وما يثلثهما)

صفحة 258 - الجزء 1

(باب الباء والطاء وما يثلثهما)

بطغ

  الباء والطاء والغين⁣(⁣١) أصلٌ واحد، وهو التلطُّخ بالشئ قال الراجز⁣(⁣٢):

  ... لَولَا دَبُوقاءُ ستِهِ لم يَبْطَغِ ...

بطل

  الباء والطاء واللام أصلٌ واحد، وهو ذَهاب الشئ وقِلَّة مُكثه ولُبْثه. يقال بَطَلَ الشئُ يَبطُل بُطْلًا وبُطُولًا. وسُمِّى الشيطانُ الباطلَ لأنه لا حقيقةَ لأفعاله، وكلُّ شئِ منه فلا مَرْجُوعَ له ولا مُعَوَّلَ عليه. والبَطَل الشُّجاع. قال اصحب هذا القياس⁣(⁣٣) سُمِّى بذلك لأنه يُعرِّض نَفْسَه للمَتَالف.

  وهو صحيحٌ، يقال: * بَطَلٌ بيِّنُ البُطولة والبَطَالة. وقد قالوا: امرأةٌ بَطَلَةٌ. فأمَّا قولهم في المَثَل: «مُكرَهٌ أخوكَ لا بَطَل» فقد اخْتُلِفَ فيه. قال قوم: المثل لجَرْول بن نَهْشلِ بن دارم، وكان جباناً ذا خَلْقٍ كامل، وأنَّ حَيًّا مِن العرب غَزَا بنى دارم فاقتَتَلُوا هم وبنُو دارمٍ قِتالًا شديدا، حتى كَثُرتِ القَتْلى، وجاءَ جَروَلٌ فرأى رجلًا يَسُوقُ ظعِينةً، فلمّا رآهُ الرّجل خَشِيهُ لكمالِ خَلْقِه، وهو لا يعرفه، فقال جَرول: «أنا جَرْوَل بنُ نَهشَل، في الحَسَب المُرَفَّل⁣(⁣٤)»، فعطَفَ عليه الرّجلُ وأخذَهُ وكَتَفه وهو يقول:

  إِذا ما رأيت امرأَ في الوغى ... فذكِّرْ بنفسك يا جرولَ


(١) في الأصل: «بطع، الباء والطاء والعين»، صوابهما بالغين.

(٢) هو رؤبة بن العجاج. انظر ديوانه ٩٨ واللسان (بطغ، دبق). وروايته في الديوان واللسان (بدغ):

«... لم يبدغ».

(٣) كذا وردت هذه العبارة.

(٤) الترفيل: التسويد والتعظيم. وفي الأصل: «المرقل» بالقاف، تحريف.