معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

هدج

صفحة 44 - الجزء 6

  أغصانٍ تُشبِه الطُّرّة. منه الهُدْب: طُرَّة الثَّوب. والهَدَب: أغصان الأرْطَى، وهي الهُدَّاب. قال:

  فظَلَّ العَذارَى يَرتمينَ بلحمِها ... وشَحمٍ كهُدَّابِ الدِّمَقسِ المفتَّلِ⁣(⁣١)

  ويقال: الهَدَب من ورق الشَّجَر: ما لم يكن له عَيْر. وهَيْدَبُ السَّحابِ:

  ما تهدَّبَ منه إذا أرادَ الوَدْقَ، كأنّه خيوطُ. ورجلٌ أهْدب: كثيرُ أشفار العَين. وهَدَبَ التَّمرةَ، إذا اجتَناها، يَهْدِبُها⁣(⁣٢) هَدْباً، كأنَّه أخَذَ هُدْبَ الشَّجرة.

  وتستعار هذه الكلمة فيقال: هَدَب النَّاقة، إذا حلبَها⁣(⁣٣).

هدج

  الهاء والدال والجيم: أصلٌ صحيح يدلُّ على ضربٍ من المَشْىِ والحركة. منه الهَدَجَان: مِشْيةُ الشَّيخ، يقال هَدَجَ. وأهْدَجَ الظَّليمُ: مَشَى في ارتعاش، وهو هَدَّاجٌ وهَدَجْدَجٌ. وتهدَّجت النّاقةُ: مشَتْ نحوَ ولدِها عاطفة عليه. وهَدَجَتْ الرِّيح: هبَّت بحَنين.

  والهَوْدَج عندنا من هذا القياس، لأنَّه يضطرب على ظَهر البَعير، ثم يشبَّه به فيقال: هَوْدَجَتْ النّاقةُ، إذا ارتفَعَ سَنامُها كأنَّه الهَوْدَج.

  ومما شذَّ عن هذا الأصل التهدُّج: تقطع الصَّوت.


(١) لامرئ القيس في معلقته المشهورة.

(٢) في الأصل: «بهدبها»، وأثبت ما في المجمل.

(٣) في الأصل: «حلبتها».