معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

حل

صفحة 20 - الجزء 2

حل

  الحاء واللام له فروع كثيرة ومسائلُ، وأصلها كلُّها عندي فَتْح الشئِ، لا يشذُّ عنه شئ.

  يقال حلَلْتُ العُقدةَ أحُلُّها حَلًّا. ويقول العرب: «يا عاقِدُ اذكُرْ حَلَّا».

  والحلال: ضِدُّ الحرام، وهو من الأصل الذي ذكرناهُ، كأنه من حَلَلْتُ الشئ، إذا أبحْتَه وأوسعته لأمرٍ فيه⁣(⁣١).

  وحَلَّ: نزل. وهو من هذا الباب لأن المسافر يشُدّ ويَعقِد، فإذا نزلَ حَلّ؛ يقال حَلَلْتُ بالقوم. وحليل المرأة: بعلها؛ وحليلة المرء: زوجُه. وسُمِّيا بذلك لأن كلّ واحدٍ منهما يَحُلُّ عند صاحبه.

  قال أبو عبيد: كل من نازَلَكَ وجاوَرَك فهو حَليل. قال:

  ولستُ بأطْلَسِ الثَّوبينِ يُصْبِى ... حليلتَه إذا هدأ النِّيامُ⁣(⁣٢)

  أراد جارتَه. ويقال سمَّيت الزوجةُ حليلةً لأن كلَّ واحدٍ منهما يحلُّ إزارَ الآخر. والحُلّة معروفة، وهي لا تكون إلا ثوبَين. وممكن أن يحمل على الباب فيقال لمَّا كانا اثنَينِ كانت فيهما فُرْجة.

  ومن الباب الإحليل، وهو مَخرج البَول، ومَخرج اللَّبن من الضَّرْع.

  ومن الباب تَحَلْحَلَ عن مكانه، إذا زال. قال:

  ... ثَهْلانُ ذو الهَضَبَاتِ لا يَتَحَلْحَلُ⁣(⁣٣) ...


(١) في الأصل: «الأمر فيه».

(٢) البيت في المجمل واللسان (طلس، حلل). وأطلس الثوبين كناية عن أنه مرمى بالقبيح.

(٣) عجز بيت للفرزدق في ديوانه ٧١٧ واللسان (حلل). وصدره:

... فارفع بكفك إن أردت بناءنا ...

وفي الديوان:

«ثهلان ذا الهضبات»

وقال ابن برى: «هذه هي الرواية الصحيحة». وأقول:

الرفع على الاستئناف صحيح أيضاً، جعله مثلا.