معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

نبل

صفحة 383 - الجزء 5

نبل

  النون والباء واللام أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على فَضْل وكِبَر، ثم يستعار منه الْحِذْق في العمل، فيقال للفَضْل في الإنسان نُبْل. والنَّبَل: عِظام المَدَر⁣(⁣١) والحِجارة. ويقال: نَبَلٌ ونُبَلٌ.

  وفي الحديث: «أعِدُّوا النَّبَل».

  ويقولون: إنَّ النَّبَل هاهنا الصِّغار، وإنّها من الأضداد. ونبِّلْني أحجاراً للاستنجاء:

  أَعْطِنِيها. ونبِّلْنِي عَرْقًا: أعطِنِيه. وحُجَّة أنّها الصِّغار قول القائل⁣(⁣٢):

  أفَرْحُ أن أُرزَأَ الكِرامَ وأن ... أُورَثَ ذَوداً شَصَائصا نَبَلا

  وإذا كانت من الأضداد كان الوجه الأقلُّ خارجاً عن القياس.

  والمعنى في الْحِذْق قولُهم إنّ النّابِل: الحاذقُ بالأمر، والفِعل النَّبَالة. وفلان أنْبَلُ النّاسِ بالإبل، أي أعلمهم بما يُصلحها. قال:

  تَدلَّى عليها بالحِبالِ مُوَثَّقًا ... شديَدُ الوَصاةِ نابلٌ وابنُ نابلِ⁣(⁣٣)

  وفي الباب قياسٌ آخر يدلُّ على رَمْيِ الشّيءِ ونَبْذِه وخِفّةِ أمره. منه النَّبْل:

  السِّهام العربية والنَّابل: صاحب النَّبْل، * والنَّبَّال: الذي يعملُه. ونبلْتُهُ:

  رمَيْتُه بالنَّبْل. ومن هذا القياس: تَنَبَّل البعيرُ: مات: والنَّبِيلة: الْجِيفة، وسمِّيت بها لأنّها ترمَى.

  ومن القياس الذي يقارب هذا: نَبَلَ الإبلَ يَنْبُلُها: ساقَها سوقًا شديداً. قال:


(١) في الأصل: «المطر»، صوابه في المجمل واللسان.

(٢) هو حضرمي بن عامر. البيان (٣: ٣١٥) وأمالي القالى (١: ٦٧) واللسان (جزأ، شصص، نبل). وانظر الأضداد لابن الأنباري ٧٨.

(٣) لأبى ذؤيب في ديوان الهذليين (١: ١٤٢) واللسان (نبل). وضبطت في اللسان بفتح ثاء «موثقا»، وفي الديوان بكسرها، وفي شرح الديوان: «موثق: قد أوثق حبله بأعلى شئ مرتفع» و «شديد» في الديوان بالنصب، وفي اللسان مرة بالنصب وأخرى بالرفع.