معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

بعوى

صفحة 265 - الجزء 1

  وكم مِن حَصَانٍ ذاتِ بَعْلٍ تَرَكْتَهَا ... إذا اللَّيْلُ أَدْجَى لَمْ تَجِدْ مَنْ تُبَاعلُهْ⁣(⁣١)

  والأصل الثاني جِنْسٌ من الحَيْرة والدَّهَش، يقال بَعِلَ الرجُلَ إذا دَهِشَ. ولعلَّ من هذا قولَهم امرأةٌ بَعِلةٌ، إذا كانت لا تُحسِنُ لُبْسَ الثِّياب

  والأصل الثالث البَعْل من الأرض، المرتَفِعة التي لا يُصِيبُها المطَر في السّنةِ الا مرّةً واحدةً. قال الشَّاعر:

  إذا ما عَلَوْنا ظَهْرَ بَعْلٍ عَريضةٍ ... تَخَالُ عَلَينَا قَيْضَ بَيضٍ مُفَلَّق⁣(⁣٢)

  ومما يُحمَل على هذا الباب الثَّالث البَعْل، وهو ما شَرِب بعُرُوقه من الأرض من غير سَقْى سَماءٍ. وهو في

  قوله ÷ في صدقة النَّخْل: «ما شَرِبَ مِنْهُ بَعْلًا فَفِيهِ العُشْر».

  وقال ابنُ رَوَاحة:

  هنالِكَ لا أبالي نَخْل سَقْىٍ ... ولا بَعْلٍ وإنْ عَظُمَ الإِناءُ⁣(⁣٣)

بعوى

  الباء والعين والواو والياء أصلان: الجناية وأخْذُ الشئ عارِيَّةً أو قَمْراً.

  فالأصل الأوّل قولهم بَعَوْتُ أبْعُو وأبْعَى، إذا اجْترَمْتَ. قال عوفُ ابنُ الأحوص:


(١) البيت من قصيدة له في ديوانه ٣٦ - ٣٩ يمدح بها الوليد بن عقبة بن أبي معيط. وأنشده في اللسان (١٣: ٦٢).

(٢) البيت لسلامة بن جندل السعدي من قصيدة له في ديوانه ١٥ - ١٩ وهي من الأصمعيات.

ورواية الديوان:

«إذا ما علونا ظهر نشز كأنما»، والأصمعيات:

«إذا ما علونا ظهر بعل كأنما».

والقيض: قشرة البيضة العليا، وفي الأصل: «فيض» تحريف. وأنشده في اللسان برواية «عليها» وقال: «أنها - يعنى البعل - على معنى الأرض».

(٣) البيت لعبد اللّه بن رواحة. وقد سبق الكلام عليه في حواشي ص ٥٢.