معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

عصب

صفحة 336 - الجزء 4

عصب

  العين والصاد والباء أصلٌ صحيحٌ واحد يدلُّ على رَبْط شئٍ بشئٍ، مستطيلًا أو مستديراً. ثم يفرّع ذلك فروعاً، وكلّه راجعٌ إلى قياس واحد.

  من ذلك العَصَب. قال الخليل: هي أطناب المفاصل التي تُلائِم بينها، وليس بالعَقَب. ويقال: لحمٌ عصِب، أي صلب مكتنِزٌ كثير العصَب. وفلانٌ معصوب الخَلْق، أي شديد اكتنازِ اللَّحم. وهو حَسَن العَصْب، وامرأة حَسَنة * العَصْب.

  والعَصْب: الطىُّ الشديد. ورجلٌ مَعصوب الخَلْق كأنَّما لُوِىَ لَيَّا.

  قال حسان:

  ذَرُوا التّخاجِئ وامْشُوا مِشيةً سُجُحاً ... إنَّ الرِّجالَ ذوو عَصْبٍ وتذكيرِ⁣(⁣١)

  وإنَّما سمِّى العَصِيب من أمعاء الشَّاء لأنّه معصوبٌ مطوىٌّ. فأمّا قولهم للجائع معصوب، فقال قوم: هو الذي تكاد أمعاؤُه تَعْصَب، أي تَيْبَس. وليس هذا بشئ، إنَّما المعصوبُ الذي عَصَب بَطْنَه من الجُوع. ويقال: عَصَّبَهم، إذا جوَّعَهم.

  قال ابنُ الأعرابىّ: المُعَصَّب: المحتاج، من قولهم عَصَّبَهُ الجوعُ، وليس هو الذي رَبَط حجراً أو غيره. وقال أبو عبيد: المُعَصَّب الذي يتعصَّب من الجوع


(١) ديوان حسان ٢١٤ واللسان (حجأ، سجح، عصب) والمخصص (٣: ١٠٧) والتخاجئ وردت هكذا في الأصل، وهي رواية الصحاح أيضا قال ابن برى: «والصحيح التخاجؤ لأن التفاعل في مصدر تفاعل حقه أن يكون مضموم العين نحو التقاتل والتضارب، ولا تكون العين مكسورة إلا في المعتل اللام نحو التغازى والترامي» ثم قال: «والبيت في التهذيب أيضا كما هو في الصحاح».