معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

ألس

صفحة 131 - الجزء 1

ألس

  الهمزة واللام والسين كلمةٌ واحدة، وهي الخيانة. العرب تسمِّى الخيانة ألْساً، يقولون: «لا يُدالِسُ ولا يُؤَالِس».

ألف

  الهمزة واللام والفاء أصل واحد، يدلُّ على انضمام الشئ إِلى الشئ، والأشياءِ الكثيرة أيضا. قال الخليل: الأَلْفُ معروفٌ، والجمع الآلاف.

  وقد آلَفَتِ الإبلُ، ممدودة، أي صارت ألفاً. قال ابنُ الأعرابي: آلَفْتُ القومَ:

  صيَّرتهم أَلْفاً، وآلَفْتهم: صيَّرتهم ألفا بغيري، وآلفوا: صارُوا ألفاً. ومثله أَخْمَسُوا، وأماءوا. وهذا قياس صحيح، لأنّ الألف اجتماع المِئين. قال الخليل: أَلِفْتُ الشئَ آلَفُه. والأُلْفَة مصدر الائتلاف. وإلْفُكَ وأليفك: الذي تألفه [و] كلُّ شئٍ ضممتَ * بعضَه إلى بعضٍ فقد ألّفته تأليفا. الأصمعىّ: يقال ألِفْتُ الشئ آلَفُه إلْفاً وأنا آلِفٌ، وآلَفْتُه وأنا مُؤْلِفٌ. قال ذو الرمّة:

  من المؤْلِفَات الرَّمْلَ أدْماءُ حُرَّةٌ ... شُعاعُ الضُّحَى في لَوْنِها يتوضح⁣(⁣١)

  قال أبو زيد: أهل الحجاز يقولون آلَفْتُ المكانَ والقومَ وآلَفْتُ غيرى أيضا حملته على أن يألَفَ. قال الخليل: وأوالِفُ الطَّير: التي بمكة وغيرِها. قال⁣(⁣٢):

  ... أوَالِفاً مَكَّة مِنْ وُرْقِ الحَمِى⁣(⁣٣) ...

  ويقال آلفَت هذه الطَّيرُ موضعَ كذا، وهن مُؤْلِفاتٌ، لأنّها لا تبرح.


(١) البيت في ديوانه ٨٠ واللسان (١٠: ٣٥٢). ويروى:

«من الآفات.. .»

و

«من الموطنات.. .»

كما في شرح الديوان.

(٢) هو العجاج من أرجوزة في ديوانه ص ٥٨ - ٦٢. وانظر سيبويه (١: ٨، ٥٦) واللسان (١٥: ٤٨).

(٣) هذه رواية سيبويه في (١: ٥٦) واللسان (١٠: ٣٥٤) وفي غيرهما:

«قواطنا مكة.. .»

و «الحمى» أراد: الحمام، فحذف الميم وقلب الألف ياء. وقبل هذا البيت:

ورب هذا البلد المحرم ... والقاطنات البيت غير الريم.