معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

سرب

صفحة 155 - الجزء 3

  والسَّراء: شجرٌ. وسَرَاة الشئ: ظَهْره. وسَرَاة النّهار: ارتفاعُه. وهذا الذي ذكرناه بعيدٌ بعضُه من بعض، فلذلك لم نحمله على القياس.

  وإذا همز كان أبعد، يقال سرأت الجرادة: ألقَتْ بيضَها. فإذا حان ذلك منها قيل: أسرأتْ.

سرب

  السين والراء والباء أصلٌ مطرد، وهو يدلُّ على الاتّساع والذهاب في الأرض. من ذلك السِّرْب والسُّرْبة، وهي القطيع من الظّباء والشاء.

  لأنّه ينسرب في الأرض راعياً. ثمَّ حُمل عليه السِّرب من النّساء. قالوا: والسرْب بفتح السين، أصله في الإبل. ومنه تقول العرب للمطلَّقة: «اذهبي فلا أَنْدَهُ سَرْبَك»، أي لا أردُّ إبلَك، لتذهب حيث شاءت. فالسِّرب في هذا الموضع: المال الرّاعى.

  وقال أبو زيد: يقال خلِّ سرْبه، أي طريقه يذهب حيث شاء. وقالوا: يقال أيضاً سِرْب بكسر السين. ويُنشَد بيت ذي الرّمّة:

  خَلَّى لها سرْبَ أُولَاها⁣(⁣١)

  وقال: يعنى الطريق. ويقال انسرَبَ⁣(⁣٢) الوحشىُّ في سربه. ومن هذا الباب: السَّرَب والسَّرِب، وهو الماءُ السائل من المزادة، وقد سَرِبَ سَرَباً. قال ذو الرمّة:

  ما بال عَينِكَ منها الماءُ ينسكبُ ... كأنّه من كُلَى مَفْرِيّةٍ سَرَبُ⁣(⁣٣)


(١) البيت بتمامه كما في الديوان ٥٨٦ واللسان (سرب، همم):

خلى لها سرب أولاها وهيجها ... من خلفها لا حق الآطال همهيم.

(٢) في الأصل: «السرب»، صوابه من المجمل واللسان.

(٣) ديوان ذي الرمة ص ١ - وهو أول بيت في ديوانه - واللسان (سرب). وفي الأصل:

«عينيك».