معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

صرى

صفحة 346 - الجزء 3

  فإنّ الأصرمَينِ الذِّئب والغراب، سُمِّيا بذلك لقطعهما الأنيس.

صرى

  الصاد والراء والحرف المعتلّ أصلٌ واحد صحيح يدلُّ على الجمع. يُقال: صَرَى الماءَ يصرِيه، إذا جمعه. وماءٌ صَرًى: مجموع.

  قال:

  رأت غلاماً قد صَرَى في فقرتهْ ... ماءَ الشَّبابِ عُنفوانُ شِرَّتْه⁣(⁣١)

  وكأَنَّ الصَّرَاةَ⁣(⁣٢) مشتقَّة مأخوذة من هذا. وسمِّيت المُصَرَّاةُ من الشَّاء وغيرِها لاجتماع اللبن في أخلافها.

  قال رسول اللَّه ÷: «لا تُصَرُّوا الإبلَ والغنم. ومَن اشترى مصرّاةً فهو بآخر النَّظَرَين⁣(⁣٣)، إن شاء ردَّها وردَّ معها صاعاً من تمر».

  ويقال صَرَيْت. ما بينهم: أصلحته، وذلك هو القياس؛ لأنه يجمع الكلمةَ المشتَّتةَ. وتقول: صَرَيت الرّجُل، إذا منعته ما يريدُه. قال:

  وليسَ صارِيَهُ عن ذِكرها صارِ⁣(⁣٤)

  والقياس ذلك؛ لأنَّه إذا مُنع الشئَ فقد حُبِس⁣(⁣٥) دونه وجُمِع عنه ويقولون:

  صراه اللَّه، كما يقولون: وقاه، أي لا نَشرَ أمرَه، بل جَمَع مالَه. وصَرَى فلانٌ [في يد فلانٍ، إذا بقَى⁣(⁣٦)] في يده رَهْنا محبوساً.


(١) للأغلب العجلي. وقد يسبق الكلام عليه وعلى تخريجه في (رد ٣٨٧).

(٢) الصراة: نهران ببغداد، الصراة الكبرى والصراة الصغرى. ياقوت.

(٣) في اللسان: «فهو بخير النظرين».

(٤) لابن مقبل في اللسان (صرى). وصدره:

ليس الفؤاد براء أرضها أبداً.

(٥) في الأصل: «حين».

(٦) التكملة من المجمل.