معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

نوى

صفحة 366 - الجزء 5

(باب النون والواو وما يثلثهما)

نوى

  النون والواو والحرف المعتلّ أصل صحيح يدلّ على معنيين:

  أحدهما مقصد لشيء، والآخر عجم شيء.

  فالأوّل النّوى. قال أهل اللغة: النّوى: التّحوّل من دار إلى دار. هذا هو الأصل، ثم حمل عليه الباب كلّه فقالوا: [نوى] الأمر ينويه، إذا قصد له.

  وممّا يصحّح هذه التآويل قولهم: نواه اللّه، كأنّه قصده بالحفظ والحياطة.

  قال:

  يا عمرو أحسن نواك اللّه بالرّشد ... واقرأ سلاما على الذّلفاء بالثّمد⁣(⁣١)

  * أي قصدك بالرّشد. والنّيّة: الوجه الذي تنويه. ونويّك: صاحبك نيّته نيّتك.

  والأصل الآخر النّوى: نوى التّمر. وربما عبّروا به عن بعض الأوزان.

  ويقال إنّ النّواة: زنة خمسة دراهم. وتزوّجها على نواة من ذهب، أي وزن خمسة دراهم منه.

  وبالهمز كلمة تدلّ على النّهوض وناء ينوء نوءا: نهض. قال:

  فقلنا لهم تلكم إذا بعد كرّة ... نغادر صرعى نوؤها متخاذل⁣(⁣٢)

  أي نهوضها ضعيف والنّوء من أنواء المطر كأنّه ينهض بالمطر. وكلّ ناهض


(١) أنشده في اللسان (نوى) ومعجم البلدان (ثمد الروم).

(٢) لجعفر بن علية الحارثي في الحماسة (١: ١٠).