معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

رفق

صفحة 418 - الجزء 2

باب الراء والفاء وما يثلثهما

رفق

  الراء والفاء والقاف أصلٌ واحدٌ يدلُّ على موافَقةٍ ومقاربةٍ بلا عَنْف. فالرِّفق: خلاف العُنْف؛ يقال رفَقْتُ أرْفُق.

  وفي الحديث: «إنّ اللَّه جلّ ثناؤه يحبُّ الرِّفْق في الأمر كله».

  هذا هو الأصل ثم يشتقّ منه كلَّ شئِ يدعو إلى راحةٍ وموافَقة. والمرفق⁣(⁣١) مِرَفق الإنسان؛ لأنه يستريح في الاتِّكاء عليه. يقال ارتَفَق الرّجلُ: إذا اتَّكأ على مَرفقه في جلوسه. ومن ذلك الحديثُ

  لمّا سأل الأعرابىُّ عن رسول اللَّه ، قيل له: «هو ذاكَ الأمغَرُ المرتَفِقُ».

  أي المتَّكئ على مِرَفقه.

  ويقال فيه مَرْفِق ومِرْفَق، حكاهما ثعلب. والرُّفْقَة: الجماعة ترافِقُهم في سفرك؛ واشتقاقه من الباب، للموافَقة، ولأنَّهم إذا تَمَاشَوْا تحاذَوْا بمرافِقهم. قال الخليل:

  الرُّفْقة في السفر: الجماعة الذين يرافِقونك، فإذا تفرَّقْتم ذهب اسمُ الرُّفقة. قال:

  والرّفيق: الذي يرافقك، وهو أن يجمعَك وإياه رفْقة؛ وليس يذهب اسمُه إذا تفرَّقْتُما.

  والمُرْفِق: الأمر الرَّافِقُ بك. والرِّفاقُ: حبلٌ يشدُّ به مِرَفق البعير إلى وَظيفِهِ.

  وهو قوله:

  ... كذاتِ الضِّغْنِ تَمْشِى في الرِّفاقِ⁣(⁣٢) ...

  والمِرْفق: المِرْحاض، والجمع مَرَافِق. ويقال ارتفَقَ الرّجلُ ساهراً، إذا بات


(١) المرفق كمنبر ومجلس.

(٢) البيت لبشر بن أبي خازم، كما في اللسان (رفق) والمخصص (٧: ١٥٣/ ١٣: ١٢٩).