معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

باب ما جاء من كلام العرب على أكثر من ثلاثة أحرف أوله دال

صفحة 337 - الجزء 2

باب ما جاء من كلام العرب على أكثر من ثلاثة أحرف أوله دال

  وسبيلُ هذا سبيلُ ما مضى ذِكره، فبعضُه مشتقٌّ ظاهر الاشتقاق، وبعضُه منحوتُ بادي النَّحْت، وبعضه موضوعٌ وضعاً على عادة العربِ في مِثْله.

  فمن المشتق المنحوت (الدُّلَمِصُ) و (الدُّمَلِصُ⁣(⁣١)): البَرّاق. فالميم زائدة، وهو من الشَّئ الدَّلِيص، وهو البرّاق، وقد مَضى.

  ومن ذلك (الدِّفْنِسُ⁣(⁣٢))، وهو الرجل الدنىُّ الأحمق، وكذلك المرأة الدَّفْنِس، والفاء فيه زائدة، وإنَّما الأصل الدال والنون والسين.

  ومن ذلك (الدَّرْقَعة)، وهو الفِرار. فالزائِدة فيه القاف، وإنَّما هو من الدال والراء والعين.

  ومنه (الاندِراعُ) في السَّيْر، وقد ذكرناه.

  ومن هذا الباب (ادْرَعَفَّتِ) الإبلُ، إِذا مضَتْ على وُجوهها. ويقال (اذرعَفَّتْ) بالذال. والكلمتان صحيحتان؛ فأمّا الدال فمن الاندراع، وأمّا الذال فمن الذريع. والفاء فيهما جميعاً زائدة.

  ومن ذلك (الدَّهْكَم)، وهو الشّيخ الفاني، والهاء فيه زائدة، وهو من دَكَمْتُ الشئ وتدكَّم، إذا كسرتَه وتكسَّر بعضُه فوقَ بعض. وقال قوم:

  (التَّدَهْكم): الانقحام في الشئ، وهو ذاك القياسُ الذي ذكرناه.


(١) ويقال أيضا «دلامص» «ودمالص». وفي المجمل: «الدملص والدمالص».

(٢) ويقال أيضا «دفناس» وهو ما ورد في المجمل.