معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

لت

صفحة 200 - الجزء 5

  والمعنى الآخر اللُّبّ معروف، من كلِّ شيء، وهو خالصه وما يُنتَقَى⁣(⁣١) منه، ولذلك سمِّيَ العقلُ لُبًّا. ورجل لَبِيب، أي عاقل. وقد لَبَّ يَلُبُّ⁣(⁣٢). وخالصُ كلِّ شيء لُبابُه.

  ومن الباب اللَّبَّة، وهو موضعُ القلادة من الصدر، وذلك المكانُ خالص.

  وكذلك اللَّبَب⁣(⁣٣). يقال: لببتُ الرّجُل: ضربت لَبَّتَه. ويقولون للمتحزِّم:

  متلبِّب، كأنَّه شدَّ ثوبَه إلى لَبَّتِه مشمِّراً. ولَبَبُ الفرسِ معروف. وعلى معنى التشبيه اللَّبَب من الرَّمل: ما كان قريباً من جبل متّصلا بسهل. قال:

  بَرّاقة الجيدِ واللّباتُ واضحةٌ ... كأنَّها ظبيةٌ أفضَى بها لَبَبُ⁣(⁣٤)

  ومما شذَّ عن هذا قولهم: إن اللَّبَاب: الكلأ. واللَّبلاب: نَبْت.

لت

  اللام والتاء كلمةٌ واحدة. يقال. لتَّ السّويقَ بالسَّمْن يلُتّه لَتًّا، والفاعل لاتٌّ. وذُكر عن ابن الأعرابيّ: لُتَّ فلانٌ بفلانٍ، إذا قُرِن به.

  فإن صح فهو من باب الإبدال، كأنّ التاء مبدَلة من زاء.

لث

  اللام والثاء أصلٌ صحيح، يدلُّ على إقامةٍ ودوام. يقال:

  ألثَّ المطر، إذا دام. والإلثاث: الإقامة. ولثلث بمعنى ألَثَّ. قال:


(١) في الأصل: «يبتغى».

(٢) يقال من باب فرح وضرب، الأولى لأهل الحجاز والثانية لأهل نجد. ويقال أيضا لببت تلب بضم باء الماضي وفتح لام المضارع. قال صاحب القاموس: ليس له نظير في كلامهم. قلت:

أما قولهم في المضاعف عززت الشاة بضم الزاي، إذا قل لبنها، فليس نظيرا لهذا، لأن ماضيه تعز بضم العين لا فتحها. انظر ليس في كلام العرب لابن خالويه ٩ واللسان (عزز).

(٣) في الأصل: «اللبيب»، تحريف.

(٤) لذي الرمة في ديوانه ٣ واللسان (لبب).