معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

حلم

صفحة 93 - الجزء 2

باب الحاء واللام وما يثلثهما

حلم

  الحاء واللام والميم، أصولٌ ثلاثة: الأول ترك العَجَلة، والثاني تثقُّب الشئ، والثالث رُؤية الشئ في المنام. وهي متباينةٌ جدًّا، تدلُّ على أنَّ بعضَ اللغةِ ليس قياساً، وإن كان أكثره منقاساً.

  فالأوّل: الْحِلم خلاف الطَّيش. يقال حَلمْتُ عنه أحلُم، فأنا حليمٌ.

  والأصل الثاني: قولهم حَلِمَ الأَديمُ إذا تثَقَّبَ وفسَدَ؛ وذلك أنْ يقع فيه دوابُّ تفسدُه. قال:

  فإنَّكَ والكتابَ إلى عَلِىّ ... كدابِغَةٍ وقد حَلِمَ الأديمُ⁣(⁣١)

  والثالث قد حَلَمَ في نومه حلْماً وحلُماً. والحَلَم: صغار القِرْدَان. والحَلَمَةُ:

  دويْبَّة.

  والمحمول على هذا حَمَتَا الثَّدْى. فأمّا قولهم تحلم إذا سَمِن، فإِنّما هو امتلأ، كأنّه قرادٌ ممتلئ. قال:

  ... إلى سَنَةٍ قرْدَانْها لم تَحَلَّمِ⁣(⁣٢) ...

  ويقال بعيرٌ حليم، أي سمين. قال:

  ... من النَّىِّ في أصلابِ كلِّ حليمِ⁣(⁣٣) ...


(١) للوليد بن عقبة، حص معاوية على قول على. اللسان (حلم).

(٢) صدره كما في ديوان أوس بن حجر ٢٨ واللسان (حلم):

... لحيتهم لحى العصا فطردنهم ... .

(٣) إلى، بالفتح: الشحم، أراد به شحم العصام ونفيها. وكذا ورد في المجمل. وفي اللسان:

فإن قضاء المحل لعون صبعة ... من النح في أنقاء كل حليم.