معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

قرد

صفحة 83 - الجزء 5

  والأرض القَرَاح: الطيِّبة التُّربة التي لا يَخْلِطُ ترابَها شيءٌ. ومن الباب:

  رجل قُرْحانٌ وقومٌ قُرْحانونَ، إذا لم يُصِبْهم جُدَريٌّ ولا مرض. وهذا من الماء القَراح والأرضِ القَراح. والقِرْواحُ مثل القَراح. ويقال: القِرواح: الواسعةُ.

  وهو قريبٌ من الأوّل، لأنّه تشوبها حُزُونة.

  والأصل الثالث القريحة، وهو أوّل ما يُستنبَطُ من البِئر، ولذلك يقال:

  فلانٌ جيِّد القَريحة؛ يراد به استنباط العِلم. ومنه اقْتَرَحَتِ الجَمَل: ركبتُه قبل أن يُرْكِب⁣(⁣١). واقتَرَحْتُ الشيءَ: استنبطتُه عن غير سَماعٍ.

  ومما شذَّ عن هذه الأصولِ الثلاثة: القَارِح من الدَّوابِّ: ما انتهى سنُّه.

  قال الفرَّاء: قَرَح يَقْرُح قُرُوحاً، من خيل قُرحٍ⁣(⁣٢). وكلُّ الأسنانِ بالألف، مثل أَثْنَى وأرْبَعَ، إلا قرَح.

  ومن الشاذّ القُرحة: ما دون الغُرَّة من البياض بوجه الفَرَس. قال: وروضةٌ قَرْحَاء: في وسطها نورٌ أبيض. قال ذو الرُّمّة:

  حَوّاءُ قَرحَاءُ أشراطيّةٌ وَكَفَتْ ... بها الذِّهابُ وحَفَّتْها البراعيم⁣(⁣٣)

  ويقولون: قَرَحَ فلانٌ فلاناً بالحقِّ، إذا استقبَله به. وهذا ممكنٌ أن يكون من باب الإبدال، والأصل قَرَعه. وممكنٌ أن يكون كأنَّه جرحه بذلك.

قرد

  القاف والراء والدال أصلٌ صحيح يدلُّ على تجمُّعٍ في شيءِ مع تقطُّع. من ذلك السحابُ القَرِد: المتقطِّع في أقطار السماء يركبُ بعضُه بعضاً.


(١) يركب، من قولهم أركب أي حان له أن يركب. وضبط في المجمل بفتح الكاف خطأ.

(٢) ويقال قرح أيضا بضم القاف وتشديد الراء المفتوحة.

(٣) ديوان ذي الرمة ٥٣ واللسان (قرح، شرط، ذهب). وقد سبق في (ذهب).