معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

خرت

صفحة 175 - الجزء 2

  خَرجنا نُغالى الوحش بينَ ثُعَالةٍ ... وبين رُحَيَّاتٍ إلى فَجِّ أَخْرُبِ⁣(⁣١)

خرت

  الخاء والراء والتاء أصلٌ يدلُّ على تثقُّبٍ وشِبْهه. فالخَرْت:

  ثَقْب الإبرة والأخرات: الحَلَقَ في رؤوس النُّسُوع. والخِرِّيتُ: الرجلُ الدّليلُ الماهر بالدَّلالة. وسُمِّى بذلك لشقِّه المَفازةَ، كأنّه يدخُل في أخْرَاتِها⁣(⁣٢). ويقال خَرَتْنا الأرض، إذا عَرَفْناها فلم تَخْفَ علينا طرقُها.

خرث

  الخاء والراء والثاء كلمةٌ واحدة، وهو أَسقاط الشَّئ. يقال لأسقاط أَثاث البيت خُرْثِيٌّ. قال:

  ... وعَادَ كلُّ أثاثِ البيت خُرْثِيّا ...

خرج

  الخاء والراء والجيم أصلان، وقد يمكن الجمعُ بينهما، إلّا أنّا سلكْنا الطّريقَ الواضح. فالأول: النّفاذُ عن الشَّئ. والثاني:

  اختلافُ لوَنين.

  فأمّا الأول فقولنا خَرَج يخرُج خُروجاً. والخُرَاج بالجسد. والخَراج والخَرْج: الإتاوة؛ لأنّه مالٌ يخرجه المعطِى. والخَارجىُّ: الرَّجل المسوَّد بنفْسه، من غير أن يكون له قديم، كأنّه خَرَج بنفسه، وهو كالذي يقال:

  ... نفْس عصامٍ سوّدَتْ عِصاما⁣(⁣٣) ...

  والخُروج: خُروج السحابة؛ يقال ما أحسن خُروجَها وفلان خِرِّيجُ فلانٍ،


(١) البيت لامرئ القيس، كما في معجم البلدان (أخرب).

(٢) الأخرات: جمع خرت، بضم الخاء وفتحها، وفي الأصل: «أخرتها»، تحريف.

(٣) عصام هذا، هو عصام بن شهير الجرمي، حاجب النعمان بن المنذر. انظر اللسان (عصم)، والاشتقاق ٣١٧. وبعده في اللسان:

وعلمته الكر والإقداما ... وصيرته ملكا هماما.