معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

خفى

صفحة 202 - الجزء 2

  فيُخفِق مَرَّةً ويُفِيد أُخْرى ... ويَفجَع ذا الضغائن بالأرِيبِ⁣(⁣١)

خفى

  الخاء والفاء والياء أصلان متباينان متضادّان. فالأوّل السَّتْر، والثاني الإظهار.

  فالأوّل خَفِىَ الشَّئُ يخفَى؛ وأخفيته، وهو في خِفْيَةٍ وخَفاءِ، إذا ستَرْتَه.

  ويقولون: بَرِحَ الخَفَاء، أي وَضَحَ السِّرُّ وبدا. ويقال لما دُونَ رِيشات الطائر العشر، اللواتي في مقدم جناحه: الخوافي. والخوافي: سَعَفاتٌ يَلِين قُلْب النَّخلة والخافي: الجنّ. ويقال للرّجُل المستترِ مستخْفٍ.

  والأصل الآخر خفا البرقُ خَفْواً، إذا لمع، ويكون ذلك في أدنى ضعف.

  ويقال خَفَيْتُ [الشَّئَ] بغَيْر ألِفٍ، إذا أظهرتَه. وخَفَا المطَرُ الفَأر من جِحْرَتهنّ:

  أخْرجَهن. قال امرؤ القيس:

  خَفاهُنّ من أَنْفَاقِهنّ كأنَّما ... خَفاهُنَّ وَدْقٌ من سَحابٍ مُركب⁣(⁣٢)

  ويقرأ على هذا التأويل: إنّ السّاعة آتية أكاد أَخفيها⁣(⁣٣) أي أُظهِرُها.

خفت

  الخاء والفاء والتاء أصلٌ واحدٌ، وهو إسرارٌ وكتمان.

  فالخَفْتُ: إسرار النَّطْق. وتخافَتَ الرّجُلانِ. قال اللَّه تعالى: {يَتَخافَتُونَ بَيْنَهُمْ}. ثم قال الشاعر:


(١) البيت في اللسان (خفق) برواية: «ويصيد أخرى».

(٢) ديوان امرئ القيس ٨٦ واللسان (خفى) ونوادر أبى زيد ٩ والقالى (١: ٢١١) والمخصص (١٠: ٤٦).

(٣) هذه قراءة أبى الدرداء وابن جبير والحسن ومجاهد وحميد، ورويت عن ابن كثير وعاصم وسائر القراء بضم الهمزة. تفسير أبى حيان (٦: ٢٣٢).