معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

كلم

صفحة 131 - الجزء 5

باب الكاف واللام وما يثلثهما

كلم

  الكاف واللام والميم أصلانِ: أحدهما يدلُّ على نطقٍ مُفهِم، والآخَر على جراح.

  فالأوّل الكَلام. تقول: كلّمته أُكلّمه تكليماً؛ وهو كَلِيمِي إذا كلّمك أو كلَّمتَه. ثمَّ يتَّسِعون فيسمُّون اللّفظةَ الواحدة المُفهِمَةَ كلمة، والقِصَّةَ كلمة، والقَصيدةَ بطولها كلمة. ويجمعون الكلمةَ كلماتٍ وكَلِماً. قال اللَّه تعالى: {يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ} عَنْ مَواضِعِهِ *.

  والأصل الآخر الكَلْم، وهو الجُرْح؛ والكِلام: الجراحات، وجمع الكَلْم كلومٌ أيضاً. ورجل كليمٌ وقومٌ كَلْمَى، أي جرحى، فأمَّا الكُلَام، فيقال: هي أرضٌ غليظةٌ⁣(⁣١). وفي ذلك نَظَر.

كلأ

  الكاف واللام والحرف المعتلّ أو الهمزة أصلٌ صحيح يدلُّ على مراقبةٍ ونَظَر، وأصلٌ * آخر يدلُّ على نباتٍ، والثالث عضوٌ من الأعضاء ثم يُستعار.

  فأمّا النظر والمراقَبة فالكِلاءَة⁣(⁣٢)، وهي الحِفْظ، تقول: كلأه اللَّه، أي حَفِظه.

  قال اللَّه عزّ وعلا: {قُلْ مَنْ يَكْلَؤُكُمْ} بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ مِنَ الرَّحْمنِ، أي


(١) في المجمل واللسان: «قال ابن دريد: لم أدر ما صحته».

(٢) الكلاءة، بكسر الكاف كالحراسة، وقد تخفف همزتها وتقلب ياء، وقد تحذف الهاء للضرورة كما في قول جميل:

فكونى بخير في كلاء وغبطة ... وإن كنت قد أزمعت هجرى وبغضتى.