معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

أنى

صفحة 141 - الجزء 1

(باب الهمزة والنون وما بعدهما في الثلاثي)

أنى

  الهمزة والنون وما بعدهما من المعتل، له أصول أربعة: البُطء وما أشبهه مِن الحِلم وغيره⁣(⁣١)، وساعةٌ من الزمان، وإدراك الشئ، وظَرف من الظروف.

  فأ [مّا ا] لأوّل فقال الخليل: الأناةُ⁣(⁣٢) الحِلم، والفعل منه تأنَّى وتأَيَّا. وينشد قول الكُمَيت:

  قِفْ بالدِّيارِ وُقُوفَ زائِرْ ... وَتأَنَّ إنّك غَيرُ صَاغِرْ⁣(⁣٣)

  ويروى

  «وتأَىَّ.. .».

  ويقال للتمكُّث في الأمور التأنِّى.

  وقال رسول اللَّه ÷ للذي تَخَطَّى رقابَ النّاس يوم الجمعة: «رأيتك آذَيْتَ وآنَيْتَ».

  يعنى أخّرت المجئَ وأبطأْت⁣(⁣٤)، وقال الحطيئة:

  وآنَيْتُ العِشاء إلى سُهَيلٍ ... أو الشِّعْرَى فطال بىَ الأَنَاءُ⁣(⁣٥)

  ويقال من الأَناة رجُلٌ أَنِيٌّ ذو أَنَاةٍ. قال:

  ... واحْلُمْ فذُو الرَّأْىِ الأنِيُّ الأحْلَمُ ...

  وقيل لابنة الخُسّ: هل يُلْقِحُ الثَّنِىّ. قالت: نعم وإلقاحه أَنِيٌّ. أي بطىَ.


(١) في الأصل: «والحلم وغيره».

(٢) في الأصل: «الأناءة».

(٣) في الأصل:

«... صاعر»

صوابه من اللسان (١٨: ٦٧) حيث أنشده برواية:

«وتأى.. .».

وانظر بعض أبيات القصيدة في الأغانى (١٥: ١١١، ١١٣، ١١٤) في ترجمة الكميت ابن زيد.

(٤) و «آذيت» أي آذيت الناس بتخطيك.

(٥) ديوانه ص ٢٥ واللسان (١٨: ٥١). وفيه (١٨: ٥٢): «ورواه أبو سعيد: وأنيت، بتشديد النون».