معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

بلح

صفحة 297 - الجزء 1

بلح

  الباء واللام والحاء أصلٌ واحد، وهو فُتورٌ في الشَّئ وإعياءٌ وقِلَّةُ إحكام، وإِليه ترجع فُروعُ البابِ كلِّه. فالبَلَح الخَلَالُ، واحدته بَلَحة، وهو حَمْل النّخل ما دام أخضَرَ صِغاراً كحِصْرِم العِنَب. قال أبو خيرة: ثَمَرَةُ السَّلَم تسمَّى البَلَحَ ما دامت⁣(⁣١) لم تَنْفتق، فإذا انفَتَقَتْ فهي البَرَمَة. أبو عبيدة: أبْلَحَت النَّخلة إذا أخرجَتْ بَلَحَها. قال أبو حاتم: يقال للثَّرى إذا يَبِس - وهو التّراب النَّدِىّ - قد بَلَحَ بلُوحاً. وأنشد:

  حَتَّى إذا العودُ اشتهى الصَّبُوحا ... وبَلَحَ التُّرْبُ له بُلُوحا

  ومن هذا الباب بَلَحَ الرَّجُلُ إذا انقَطَعَ من الإعياء فلم يَقْدِرْ على التحرُّك.

  قال الأعشى:

  وإذا حُمّل ثِقْلًا بعضُهُمْ ... واشْتَكَى الأوْصَالَ مِنه وبَلَحْ⁣(⁣٢)

  وقال آخر⁣(⁣٣):

  ألَا بَلَحَتْ خَفَارَةُ آلِ لَأْىٍ ... فلا شَاةً تَرُدُّ ولا بَعِيرا

  قال الشيبانىُّ: يقال بَلَحَ إذا جَحَدَ. قال قُطرب: بَلَحَ الماءِ قلّ، وبَلَحَت الركيّة. قال:

  ما لَكَ لا تَجُمُّ يا مُضَبَّحُ ... قد كنتَ تَنْمِي والرَّكِىُّ بُلَّحُ

  ويقال بَلَحَ الزَّنْدُ إذا لم يُورِ. قال العامرىّ: يقال بَلَحَتْ عَلَىَّ راحلتي، إذا كَلَّتْ ولم تشايِعْنى. ويقال بَلَحَ البَعيرُ وبَلَحَ الرّجلُ إذا لم يكن عنده شَئ. قال:


(١) في الأصل: «ما دام».

(٢) البيت في ديوانه ١٦٠. وعجزه في اللسان (٣: ٢٢٨). ورواية الديوان:

وإذا حمل عبئا بعضهم ... فاشتكى الأوصال منه وأنح.

(٣) هو بشر بن أبي خازم، كما في اللسان (٣: ٢٣٨).