معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

عنب

صفحة 149 - الجزء 4

  مَعنَى الكلامِ ومعنى الشِّعر، أي الذي يبرز من مكنون ما تضمَّنه اللَّفظ.

  والدَّليل على القياس قول العرب: لم تَعْنِ هذه الأرضُ شيئاً ولم تَعْنُ أيضاً، وذلك إذا لم تُنبت، فكأنَّها إذا كانت كذا فإنّها لم تُفِد شيئاً ولم تُبْرِز خيراً.

  ومما يصحِّحه قولُ القائل⁣(⁣١):

  ولم يَبقَ بالخلصاء مِمّا عنَتْ به ... من البَقْل إلّا يُبْسُها وهَجيرُها

  ومما يصحِّحه أيضاً قولهم: عَنَتِ القِرْبةُ تَعنُو، وذلك إذا سال ماؤُها.

  قال المتنخِّل:

  تعنو بِمَخْرُوتٍ⁣(⁣٢)

  قال الخليل: عنوان الكتابِ يقال منه: عَنَّيْت الكتاب، وعنَّنْته، وعَنْوَنته. قال: وهو فيما ذَكَروا مشتقٌّ من المعنَى. قال غيره: مَن جعل العنوان من المعنى قال: عَنَّيت بالياء في الأصل. وعُنوانٌ تقديره فُعْوَال. وقولك عَنْونْت فهو فَعْولْت. قال الشَّيبانى: يقال ما عَنَا من فلانٍ خيرٌ، وما يعنو من عملك هذا خيرٌ عَنْواً.

عنب

  العين والنون والباب أُصَيلٌ يدلُّ على ثمرٍ معروف، وكلمةٍ غير ذلك.

  فالثَّمر العِنَب، واحدته عِنَبة. ويقولون: ليس في كلامهم فِعَلة إلّا عِنَبة.

  وربَّما قالوا للعِنَب العِنَباء. قال:


(١) هو ذو الرمة. ديوانه ٣٠٥، واللسان (عنا). وسيأتي في (هجر).

(٢) قطعة من بيت له. وفي اللسان: «تعنو بمخروت له ناضح». والبيت بتمامه في ديوان الهذليين (٢: ٢):

تعنو بمخروت له ناضح ... ذو ريق يغذو وذو شلشل.