معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

قدح

صفحة 67 - الجزء 5

  ومن الباب: فلانٌ يَقْدُو به فرسُه، إذا لزم سَنَن السِّيرة. وإنما سمِّي ذلك قدْواً لأنَّه تقديرٌ في السِّير. وتقدَّى فُلانٌ على دابَّته، إذا سار سِيرةً على استقامة. ويقال:

  أتتْنا قادِيَةٌ من النَّاس، وهم أوَّل مَن يطرأ * عليك. وقد قدَتْ تَقدِي. وكلُّ ذلك من تقدير السَّير.

  ومما شذَّ عن هذا الباب القَدْو: مصدر قَدَا اللَّحْمُ يَقْدُو [قَدْواً⁣(⁣١)] ويَقْدِي قَدْيًا، إذا شمِعتَ له رائحةً طيّبة. ويقولون: رجلٌ قِنْدَأْوٌ: شديد الظَّهر قصير العُنق.

قدح

  القاف والدّال والحاء أصلانِ صحيحان، يدلُّ أحدُهما على شيء كالهَزْم في الشيء، والآخر يدلُّ على غَرْفِ شيء.

  فالأوَّل القَدْح: فِعْلُك إذا قَدَحْت الشيء. والقَدْح: تأكُّلٌ يقع في الشَّجر والأسنان. والقَادِحة: الدُّودة تأكل الشَّجرة. ومنه قولُهم: قَدَحَ في نَسَبه: طَعَن.

  وقال في تأكُّل الأسنان:

  رمَى اللَّه في عينَيْ بُثينةَ بالقَذَى ... وفي الغُرِّ من أنيابها بالقوادحِ⁣(⁣٢)

  ومن الباب القِدْح، وهو السَّهْم بلا نَصلٍ ولا قذَذ؛ وكأنَّه سمِّي بذلك يُقْدح به أو يمكنُ القَدْح به. والقِدح: الواحدُ من قِداح الميسر، وهذا على التَّشبيه ومن الباب: قُدِّح الفرسُ تَقْدِيحا، إذا ضمِّر حتى يصير مثل القِدح. ومن الباب:


(١) التكملة من المجمل واللسان.

(٢) البيت لجميل، في ديوانه، واللسان والتاج (قدح) وأمالي القالى (٢: ١٠٩)

«وفي اللَّه في عيني ثنية.. .».