معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

صرع

صفحة 342 - الجزء 3

باب الصاد * والراء وما يثلثهما

صرع

  الصاد والراء والعين أصلٌ واحد يدلُّ على سقوطِ شئٍ إِلى الأرض عن مراس اثنين، ثم يُحمَل على ذلك ويشتقُّ منه. من ذلك صرَعْتُ الرّجلَ صرْعاً، وصارعتُه مصارَعَة، ورجلٌ صَرِيع. والصَّريع من الأغصان:

  ما تَهدَّلَ وسقط إلى الأرض، والجمع صُرُع. وإِذا جُعِلَتْ من ذلك السّاقط قَوْسٌ فهي صَرِيع.

  وأمّا المحمول على هذا فقولُهم: هما صِرْعان، يقال إنّ معنى ذلك أنَّهما يقعان معاً. وهذا مثَلٌ وتشبيه. وكذلك مِصْراعا البابِ مأخوذانِ من هذا، أي هما متساويان يقعان معاً. والصَّرعانِ: إبلان يختلفان في المشْى، فتذهب هذه وتجئ هذه لكثرتها. قال:

  فَرَّجْتُ عنه بِصَرْعينا لأرملةٍ ... أو بائس جاء معناه كمعناه⁣(⁣١)

  ومَصارع النَّاس: مَساقِطُهم. وقال أبو زيد: أتانا صَرْعَىِ النّهار، غُدْوةً وعَشيّة. وهذا محمولٌ على ما ذكرناه، من أنّ الصِرَّعَين المِثلان. والقياس فيه كلِّه واحد.

صرف

  الصاد والراء والفاء معظم بابِه يدلُّ على رَجْع الشئ. من ذلك صَرفْتُ القومَ صَرفاً وانصرفوا، إِذا رجَعْتَهم فرَجَعوا. والصَّرِيف: اللّبَن ساعةَ يُحلَب ويُنصرَف به. والصَّرْف في القُرْآن: التَّوبة⁣(⁣٢)، لأنّه يُرجَع به


(١) البيت مع قرين له في اللسان (صرع).

(٢) في الآية ١٩ من سورة الفرقان: {فَقَدْ كَذَّبُوكُمْ بِما تَقُولُونَ فَما تَسْتَطِيعُونَ صَرْفاً وَلا نَصْراً}.