معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

ملي

صفحة 346 - الجزء 5

  وفي كلِّ أسواقِ العراقِ إتاوةٌ ... وفي كلِّ ما باعَ امرؤٌ مَكْسُ دِرهم⁣(⁣١)

  واللَّه أعلمُ بالصَّواب.

باب الميم واللام وما يثلثهما

ملي⁣(⁣٢)

  الميم واللام والحرف المعتل. كلمة واحدةٌ هي الزَّمن⁣(⁣٣) الطّويل. وأقامَ ملِيًّا، أي دهراً طويلا. وتَملَّيْتُ الشّيءَ، إذا أَقامَ⁣(⁣٤) معك زماناً طويلا. والمَلَوانِ: طرَفا اللَّيل والنهار. والمُلاوة: الحِين.

  وإذا هُمِز دلَّ على المساواة والكمال في الشَّيء. وملَأْتُ الشّيءَ أملَؤُه مَلْئاً.

  والْمِلء: الاسم للمِقدار الذي يُملَأ؛ وسمِّي لأنّه مساوٍ لوِعائه في قَدْره. ويقال:

  أعطِنِي مِلْأَه ومِلْأَيْهِ وثلاثة أمْلائِه. ومنه أمْلَأَ النَّزْعَ في القَوس، إذا بالَغَ. ومنه * المَلأ:

  الأشْراف من الناس، لأنَّهم ملِئُوا كرمًا. فأمّا قولُ الشَّاعر⁣(⁣٥):

  تنادَوْا يالَ بُهْثَةَ إذا لَقُونا ... فقُلْنا أحسني مَلَأً جُهَينا⁣(⁣٦)

  فقال قوم: أراد به الخُلُق. وجاء

  في الحديث: «أَحْسِنُوا أملاءكم».

  والمعنى فيه أنَّ حسن الخُلُق من سجايا المَلأ، وهم الشِّراف الكِرام.


(١) رواية اللسان: «أفي كل».

(٢) هذا الموضع موضع مادة (مله)، ولكن هكذا ورد في الأصل فآثرت إبقاء الترتيب حرصا على أرفام الأصل.

(٣) في الأصل: «الدم».

(٤) في الأصل: «قام».

(٥) هو الجهني اللسان (ملأ) وإصلاح المنطق ٤٢٣ وهو عبد الشارق بن عبد العزى، كما في الحماسة.

(٦) في اللسان وإصلاح المنطق: «إذ روأنا».