معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

أوب

صفحة 152 - الجزء 1

  تأوَّت الطَّيرُ إذا انضمَّ بعضُها إلى بعضِ، وهنَّ أُوِيٌّ ومُتَأَوِّيات. قال:

  ... كما تَدَانَى الحِدَأُ الاوِىُّ ... (⁣١)

  شبّه كلَّ أُثفِيَّةٍ بحِدَأة.

  والأصل الآخر قولهم: أَوَيْتُ لفلانٍ آوِى له مَأْوِيَةً، وهو أَنْ يرِق له ويَرْحمه.

  ويقال في المصدر أَيَّة أيضا⁣(⁣٢). قال أبو عُبيد: يقال استَأوَيْتُ فلاناً، أي سألته أن يَأْوِىَ لي. قال:

  ... ولو أَنَّنى استأوَيْتُه ما أَوَى لِيا ... (⁣٣)

أوب

  الهمزة والواو والباء أصلٌ واحد، وهو الرجوع، ثم يشتق منه ما يبعد في السَّمْع قليلًا، والأصل واحد. قال الخليل: آبَ فلانٌ إلى سيفه أي ردَّ يدَه ليستلَّه. والأَوب: ترجِيع الأيدي والقوائم في السَّيْر. قال كعبُ بنُ زُهير:

  كأَنَّ أَوْبَ ذراعَيْها وقد عَرِقَتْ ... وقد تلَفَّعَ بالقُورِ العساقيلُ

  أَوْبُ يدَىْ فاقدٍ شَمْطَاءَ مُعْولَةٍ ... باتَت وجَاوَبَهَا نُكْدٌ مَثاكِيلُ⁣(⁣٤)

  والفعل منه التأوِيب، ولذلك يسمُّون سيرَ [النَّهارِ تَأْويباً، وسَيرَ⁣(⁣٥)] الليل إسآداً. وقال:


(١) البيت للعجاج. انظر ديوانه ٦٧ واللسان (١٨: ٥٥). وفي الأصل: «الجداء» وإنما هو جمع حدأة.

(٢) يقال في المصدر أية، وأوية، ومأوية، ومأواة.

(٣) هو لذي الرمة، وصدره كما في ديوانه ٦٥١ واللسان (١٨: ٥٦):

... على أمر من لم يشونى ضر أمره ... .

(٤) وكذا أنشدهما في اللسان (١: ٢١٤) متتاليين. والحق أن بينهما بيتين معترضين، هما كما في شرح البردة لابن هشام ٦٤ - ٦٦:

يوماً يظل به الحرباء مصطخدا ... كأن ضاحيه بالشمس مملول

وقال للقوم حاديهم وقد جعلت ... ورق الجنادب يركضن الحصى قيلوا

ورواية صدر الثاني في البردة:

«شد النهار ذراعا عيطل نصف ... قامت.. .».

والفاقد: التي فقدت ولدها. وفي اللسان: «ناقة» محرفة، وانظر اللسان (فقد) حيث أنشد البيت مضطربا.

(٥) تكملة يقتضيها السياق.