معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

دم

صفحة 260 - الجزء 2

  والأصل الآخَر قولهم: تَدَلْدَل الشَّئُ، إذا اضطرَبَ. قال أوس:

  أمْ مَن لَحىً أضاعوا بعضَ أمرِهِمُ ... بَيْنَ القُسوط وبين الدِّينِ دَلْدَالِ⁣(⁣١)

  والقُسوط: الجَوْر. والدِّين: الطّاعة.

  ومن الباب دَلال المرأة، وهو جُرْأتها في تَغَنُّجٍ وشِكْلٍ، كأَنَّها مخالِفَةٌ وليس بها خِلاف. وذلك لا يكون إلّا بتمايُلٍ واضطراب. ومن هذه الكلمة:

  فلانٌ يُدِلُّ على أقرانِهِ⁣(⁣٢) في الحرب، كالبازى يُدِلُّ على صيده.

  ومن الباب الأوّل قولُ الفرّاء عن العرب: أدَلّ يُدِلّ، إذا ضَرَبَ بقَرابَةٍ⁣(⁣٣).

دم

  الدال والميم أصلٌ واحد يدلُّ على غِشْيان الشَّئ، مِن ناحيةِ أنْ يُطْلَى به. تقول دَمْمتُ⁣(⁣٤) الثَّوبَ، إذا طليتَه أىَّ صِبْغ، وكلُّ شئِ طُلِى على شئِ فهو دِمام⁣(⁣٥). فأمَّا الدّمدمة فالإهلاك. قال اللَّه تعالى: {فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ}. وذلك لِمَا غَشّاهم به من العذاب والإهلاك. وقِدْرٌ دميمٌ:

  مطلِيَّة بالطِّحال. والدَّامَّاء: جُحْر اليربوع، لأنّه يَدُمُّه دمًّا، أي يُسَوِّيه تَسويةً.

  فأمَّا قولهم رجلٌ دميمُ الوجه فهو من الباب، كأنّ وجهَه قد طلِيَ بسوادٍ أو قُبْحٍ. يقال دَمَّ وجهُه يَدِمُّ دَمامةً، فهو دميم.

  وأمَّا الدَّيْمُومَة، وهي المَفَازة لا ماء بها، فمن الباب؛ لأنّها كأنَّها في استوائها


(١) ديوان أوس بن حجر ٢٣ واللسان (دلل). قال: «وقوم دلدال، إذا تدلدلوا بين أمرين فلم يستقيموا».

(٢) الأقران: جمع قرن، بالكسر. وفي الأصل: «على امرأته»، وهو من عجيب التحريف.

(٣) في الأصل: «بقرانه»، صوابه من المجمل.

(٤) في الأصل: «دمدمت»، تحريف.

(٥) ويقال «دم» أيضا بتشديد الميم، للطلاء.