معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

كز

صفحة 127 - الجزء 5

  على كالخَنِيفِ السَّحقِ يدعو به الصَّدى ... له قُلُبٌ عاديَّةٌ وكِرارُ⁣(⁣١)

  ومن الباب الكِركِرة: رَحَى زَوْرِ البعير. والكِركِرة: الجماعةُ من النّاس.

  والكَركرة: تصريف الرِّياحِ السَّحابَ وجمعُها إيّاه بعدَ تفرُّق. فأمَّا قولُ النَّابغة:

  عُلِينَ بكِدْيَوْن وأُبْطِنَّ كُرَّة ... فهنَّ إضاءٌ ضَافياتُ الغلائلِ⁣(⁣٢)

  فأظُنُّه فارسيا قد ضمّنَه شِعْرَه، وقد يفعلون هذا. ويقولون أن الكُرَّة: رَماد تُجلَى به الدُّروع، ويقال هو فُتَات البَعْر. وربَّما قالوا: كَركرتُه عن الشَّيء:

  حبَسْته. وإنَّما المعنى أنَّك رددته ولم تَقضِ حاجتَه أوّلَ وهلة. وكركرتُ بالدَّجاجة:

  صحتُ بها، وذلك لأنَّك تردِّد الصِّياح بها. ويقولون الكَرِك⁣(⁣٣): الأحمق أو الأحمر. وهو كلام.

كز

  الكاف والزاء أصلٌ صحيح يدلُّ على قَبضٍ وتقبُّض. من ذلك الكَزازة: الانقباض واليُبْس. رجلٌ كَزٌّ، أي بخيل⁣(⁣٤). ويقال: كَزَزْتُ الشَّيءَ، إذا ضيَّقَته، فهو مكزوز. والكُزَاز: داءٌ يأخذُه من شِدَّة البَرْد. وأحسبه من تقبُّض الأطراف. وبَكرة كزة، أي قصيرة⁣(⁣٥).


(١) البيت ملفق من بيتين، أحدهما في اللسان (خنف)، وسبق أيضا في (خنف) وهو:

على كالخنيف السحق يدعو به الصدى ... له قلب عفى الحياض أجون

والآخر لكثير، وأنشده في اللسان (كرر). وعجزه في إصلاح المنطق ١٠٤، ١٤٥ وهو:

وما دام غيث من تهامة طيب ... به قلب عادية وكرار.

(٢) ديوان النابغة ٦٤ واللسان (كدن، كرر، أيضا). ويروى: «وأشعرن»، ويروى:

«صاقيات» بالصاد المهملة.

(٣) كذا أورد هذه الكلمة في غير مادتها، وصنع كذلك في المجمل، وحقها مادة (كرك).

(٤) في الأصل: «أي فعيل».

(٥) في المجمل: «وبكرة كزة: شديدة الصرير. وفرس كزة: قصيرة».