معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

نجش

صفحة 394 - الجزء 5

  * منه قولهم: النَّاجس: الداء لا دَواءً له. قال ساعدةُ الهذلىّ:

  والشيب داءٌ نَجِيسٌ لا دواءَ له ... للمرءِ كان صحيحاً صائبَ القُحَمِ⁣(⁣١)

  كأنّه إذا طال بالإنسان نَجِسَه [أو نَجَّسَه⁣(⁣٢)]، أي قَذِره أو قذَّره. أمّا التَّنجيس فشيءٌ كانت العرب تفعله، كانوا يعلِّقون على الصِبىِّ شيئاً يعوِّذونه من الجنّ، ولعلَّ ذلك عَظْمٌ أو ما أشبَهَه، فلذلك سُمِّي تنجيساً. قال:

  وعلق أنجاساً عليَّ المنجِّسُ⁣(⁣٣) ...

نجش

  النون والجيم والشين أصلٌ صحيح يدلُّ على إثارة شيء.

  منه النَّجْش: أن تُزايِد في المبيع بثمنٍ كثير لينظر إليك الناظرُ فيقعَ فيه، وهو الذي جاء

  في الحديث: «لا تَناجَشُوا».

  كأنَّ النَّاجشَ استَثارَ تلك الزيادة.

  والناجش: الذي يُثِير⁣(⁣٤) الصَّيد. ونجَشْتُ الصَّيد: استثرته. وكذا نَجَشَ الإبلَ بنجُشها: جمعها بعد تَفرُّق. قال:

  ... غَيرَ السُّرى والسَّائِق النَّجَّاشِ⁣(⁣٥) ...

  ومن الباب النِّجَاشة: سُرعة المشي. ومرَّ يَنْجُشُ نجيشا⁣(⁣٦). وكأنّه يراد به يُثِير التُّراب في مَشيِه. ويقال إنّ اسمَ النَّجاشِيَّ مشتقٌّ منه.


(١) ديوان الهذليين (١: ١٩١) والمجمل (نجس).

(٢) تكملة يقتضيها التفسير بعده و «نجيس» من الأول بمعنى الفاعل، ومن الثاني بمعنى المفعول.

(٣) وكذا أنشد هذا العجز في اللسان (نحس). وصدره كما في تاج العروس:

... وكان لدى كاهنان وحارث ... .

(٤) في الأصل: «ينثر».

(٥) في المجمل واللسان (نجش، نفش) والمخصص (٧: ١١١): «وسائق نجاش».

وفي الأصل هنا: «بعد السرى»، صوابه في المراجع المذكورة.

(٦) لم ترد في المجمل. وفي اللسان والقاموس «النجش» بدون ياء.