معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

شيح

صفحة 233 - الجزء 3

  أراد بَيّضه المَشيب، وليس معناه خالَطَه. وأنشد:

  قد رابَه ولِمِثْلِ ذلك رابَهُ ... وَقَعَ المَشيبُ على المشيب فشابَهُ⁣(⁣١)

  أي بَيَّضَ مسوَدَّه. وشِيبان ومِلْحان: شهرا * قِماح، وهما أشدُّ الشتاءِ برداً؛ سمِّيا بذلك لبياض الأرض بما عليها من الصَّقيع.

  ومما شذَّ عن هذا الباب قولُهم: باتت فلانةُ بليلةِ شيْباءَ، إذا افْتُضَّت. وباتَتْ بليلةِ حُرّةٍ، إذا لم تُفْتَضّ.

شيح

  الشين والياء والحاء أصلان متباينان، يدلُّ أحدهما على جِدٍّ وحَذَر، والآخر على إعراض.

  فأمَّا الأوّل فقول العرب: أشاحَ علَى الشئِ، إذا واظَبَ عليه وجَدَّ فيه.

  قال الراجز:

  قَبًّا أطاعَت راعياً مُشِيحا⁣(⁣٢)

  وقال آخر:

  وشايَحْتَ قبل اليَومِ إِنَّكَ شِيحُ⁣(⁣٣)

  وأمَّا الشِّياح فالحِذَار. ورجل شائحٌ. وهو قوله:


(١) البيت في المجمل واللسان (شيب).

(٢) لأبى النجم العجلي، كما في اللسان (شيح).

(٣) لأبى ذؤيب الهذلي في ديوانه ١١٦ واللسان (شيح) وصدره:

بدرت إلى أولاهم فسبقتهم.