معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

[جدف]

صفحة 433 - الجزء 1

  ويقولون: جَادَعَ فلانٌ فلاناً، إذا خاصَمَه. وهذا من الباب، كأنَّ كلَّ واحدٍ منهما يروم جَدْعَ صاحِبِه. ويقولون: «تركْتُ أرْضَ بنى فُلانٍ تَجَادَعُ أفاعِيها». والمُجدَّع من النبات: ما أُكِل أعْلاه وبقي أسفلُه. وكلأَ جُدَاعٌ: دَوٍ، كأنَّه يَجْدَعُ مِنْ رَدَاءته ووَخامته. قال:

  ... وغِبُّ عَدَاوَتِى كَلَأٌ جُداعُ⁣(⁣١) ...

  ومما شذَّ عن الباب المجدُوع المحبوس في السِّجن.

[جدف]

  الجيم والدال والفاء كلماتٌ كلُّها منفردةٌ لا يقاس بعضها ببعض، وقد يجئ هذا في كلامهم كثيرا.

  فالمِجْداف مِجْداف السَّفينة. وجَناحا الطائرِ مجدافاه. يقال من ذلك جَدَف الطّائرُ إذا ردّ جناحَيه للطيران. وما أَبْعَدَ قياسَ هذا من قولهم إنّ الجُدَافَى الغنيمة، [و] من قولهم إنّ التجديف كُفْران النِّعمة.

  وفي الحديث: «لا تجَدّفُوا بنعمة اللَّه تعالى».

  أي لا تَحْقِرُوها.

جدل

  الجيم والدال واللام أصلٌ واحدٌ، وهو من باب استحكام الشئ في استرسالٍ يكون فيه، وامتدادِ الخصومة ومراجعةِ الكلام. وهو القياس الذي ذكرناه.

  ويقال للزّمام المُمَرِّ جَديل. والجَدْوَل: نهر صغيرٌ، وهو ممتدٌّ، وماؤُه أقْوى في اجتماع أجزائه من المنبطح السائح. ورجلٌ مجدولٌ، إذا كان قَضِيف الخِلْقة من


(١) لربيعة بن مقروم الضبي، كما في اللسان (جدع): وصدره:

... وقد أصل الخليل وإن نآنى ... .