معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

حث

صفحة 29 - الجزء 2

حث

  الحاء والثاء أصلان: أحدهما الحضُّ على الشئ، والآخر يَبيسٌ مِن يبيس الشئ.

  فالأوَّل قولهم: حَثَثْتُه على [الشئ] أحُثّه. ومنه الحَثِيث؛ يقال ولَّى حَثِيثاً، أي مسرِعا. قال سَلامة:

  ولَّى حثيثاً وهذا الشيبُ يطلُبه ... لو كان يدركه ركضُ اليعاقِيبِ⁣(⁣١)

  ومنه الحَثْحثَة، وهو اضطرابُ البرق في السَّحاب.

  وأمّا الآخر فالحُثُّ وهو الحطام اليَبِيس، ويقال الحُثّ الرّمل اليابس الخشِن. قال:

  ... حتى يُرى في يابِس الثّرْياء حُثّ⁣(⁣٢)

حج

  الحاء والجيم أصولٌ أربعة. فالأوّل القصد، وكل قَصْدٍ حجُّ. قال:

  وأشهَدُ مِن عَوْفٍ حُلولا كثيرةً ... يَحُجُّون سِبّ الزِّبرِقانِ المزَعْفَرا⁣(⁣٣)

  ثم اختُصَّ بهذا الاسمِ القصدُ إلى البيت الحرام للنُّسُك. والحَجِيج:

  الحاجّ. قال:

  ذكرتُكِ والحجيجُ لهم ضجيجٌ ... بمكّةَ والقلوبُ لها وجيب


(١) في الأصل: «وهذا الشئ»، صوابه في ديوان سلامة بن جندل ٧ والمفضليات (١: ١١٧).

(٢) الثرباء: الثرى. والبيت في اللسان (حثث).

(٣) البيت للمخبل السعدي، كما في اللسان (حجج، سبب) ويرى ابن برى أن صواب.

إنشاده: «وأشهد» بالنصب، لأن قبله:

ألم تعلمي يا أم عمرة أنى ... تخاصأنى ريب الزمان لأكبرا.