معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

زود

صفحة 36 - الجزء 3

زود

  الزاء والواو والدال أصلٌ يدلُّ على انتقالٍ بخيرٍ، من عملٍ أو كسب. هذا تحديدٌ حَدَّه الخليل. قال كلُّ مَن انتقل معه بخيرٍ مِن عملٍ أو كسب فقد تزوَّد. قال غيره: الزَّود: تأسيس الزاد، وهو الطعام يُتَّخَذ للسَّفر. والمِزْوَد: الوعاء يُجعَل للزاد. وتلقَّب العَجمُ برِقاب المَزاوِدِ

زور

  الزاء والواو والراء أصلٌ واحد يدلُّ على المَيْل والعدول.

  من ذلك الزُّور: الكذب؛ لأنه مائلٌ عن طريقَةِ الحقّ. ويقال زوَّرَ فلانٌ الشَّئ تزويراً. حتَّى يقولون زوَّر الشئَ في نفْسه: هيّأه؛ لأنه يَعدِل به عن طريقةٍ تكون أقربَ إِلى قَبول السامع. فأمَّا قولهم للصَّنم زُور فهو القياس الصحيح. قال:

  جاءُوا بزُورَيْهِمْ وجئنا بالأَصّمْ⁣(⁣١)

  والزَّوَر: الميل. يقال ازورَّ عن كذا، أي مال عنه.

  ومن الباب: الزائر، لأنّه إذ زارَك فقد عدَل عن غيرك.

  ثم يُحمل على هذا فيقال لرئيس القوم وصاحِب أمرهم: الزُّوَيْر، وذلك أنَّهم يعدِلون عن كلّ أحدٍ إليه. قال:

  بأيدِى رجالٍ لاهَوَادة بينهمْ ... يَسُوقون للموت الزُّوَيْر اليَلَنْدَدا⁣(⁣٢)

  ويقولون: هذا رجلٌ ليس له زَوْرٌ، أي ليس له صَيُّورٌ يرجِع إليه.

  والتزوير: كرامة الزَّائر. والزَّوْرُ: القوم الزُّوَّار، يقال ذلك في الواحد والاثنين والجماعة والنّساء. قال الشاعر:


(١) الرجز للأغلب، أو ليحيى بن منصور. انظر اللسان (زور).

(٢) أنشده في اللسان (٥: ٤٢٧).