معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

جزع

صفحة 453 - الجزء 1

باب الجيم والزاء وما يثلثهما

جزع

  الجيم والزاء والعين أصلان: أحدهما الانقطاع، والآخر جوهرٌ من الجواهر.

  فأمّا الأول فيقولون جَزَعْتُ الرّملة إذا قطعتَها؛ ومنه: جِزْعُ الوادي، وهو الموضع الذي يَقطعُه من أحد جانبَيه إلى الجانب؛ ويقال هو مُنْعَطَفه. فإنْ كان كذا فلأنّه انقَطع عن الاستواء فانعرج. والجزَع: نَقِيض الصّبر، وهو انقطاعُ المُنَّة عن حَمْل ما نزل⁣(⁣١). و [الجُزْعة⁣(⁣٢)] هي القليل من الماء، وهو قياس الباب.

  وأمّا الآخَر فالجَزِع، وهو الخرَزُ المعروف. ويقالُ بُسْرَةٌ مُجزَّعَةٌ، إِذا بَلَغَ الإرطابُ نِصْفها، وتُشْبِه حينئذٍ الجَزْع⁣(⁣٣).

جزل

  الجيم والزاء واللام أصلان: أحدهما عِظَم الشَّئ من الأشياء، والثاني القَطْع.

  فالأوّل الجَزْل، وهو ما عَظُمَ من الحَطَب، ثم استُعير، فقيل: أجزَلَ في العطاء. ومنه الرَّأْىُ الجَزْل من الباب الثاني، وسنذكره. فأمّا قول القائل:

  فوَيْهاً لقِدْرِكَ وَيْهاً لها ... إِذا اخْتِير في المَحْلِ جَزْلُ الحَطَبْ⁣(⁣٤)

  فإنَّه اختَصَّ الْجَزْلَ لأنّ اللحمَ يكون غَثًّا فيُبطئ نضجُه فيُلْتَمَسُ له الجَزْل.

  وأمّا الأصل الآخَر فيقول العرب: جزَلْتُ الشئَ جِزْلَتَيْن، أي قطعته


(١) في الأصل: «ما ترك».

(٢) أثبت هذه التكملة مستأنساً بما في المجمل واللسان.

(٣) الجزع بالفتح، وروى كراع الكسر.

(٤) أنشده في المجمل واللسان (جزل).