معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

خلج

صفحة 206 - الجزء 2

  والثالث: الخُلْب، وهو الطّين والحَمْأَة، وذلك ترابٌ يفسده. ثم يشتقّ منه امرأةٌ خَلْبَنٌ، وهي * الحَمْقَاء. وليست من الخِلابة. ويقال للمهزولة خَلْبَنٌ أيضاً.

  فأمَّا الثوب المخلَّب فيقولون: إنَّه الكثيرُ الألوان، وليس كذلك، إنَّما المُخَلَّبُ الذي نُقِش نقوشاً على صورِ مَخَالِيبَ، كما يقال مُرَجَّلٌ للذي عليه صُوَرُ الرِّجال⁣(⁣١).

خلج

  الخاء واللام والجيم أصلٌ واحد يدلُّ على لَىٍّ وفَتْلٍ وقِلّةِ استقامة. فمن ذلك الخليجُ، وهو ماءَ يَمِيل مَيْلةً عن مُعْظَم الماءِ فيستقرُّ. وخليجا النَّهر أو البحر: جناحاه⁣(⁣٢). وفلان يتخلَّج في مِشيته، إذا كان يتمايَلُ. ومن ذلك قولهم: خَلَجنِى عن الأمر، أي شَغَلنى، لأنّه إذا شغله عنه فقد مال به عنه.

  والمخلوجة: الطَّعنة التي ليست بمستوِية، في قول امرئ القيس:

  نَطْعُنُهُم سُلْكَى ومخلوجةً ... كَرَّكَ لَأْمَيْنِ على نابِل⁣(⁣٣)

  فالسُّلْكَى: المستوية. والمخلوجة: المنحرفة المائلة.

  ومنه قولهم: خَلَجْتُ الشّئَ من يده، أي نزعتُه. وخالَجْتُ فلاناً: نازعتهُ.

  وفي الحديثِ في قراءة القرآن: «لَعَلَّ بَعضَكُم خالجَنِيها⁣(⁣٤)».

  والخليج:

  الرَّسَن، سُمّى بذلك لأنّه يُلوَى لَيًّا ويُفْتَل فَتْلًا. قال:


(١) ويقال أيضا «ممرجل» للذي عليه صور المراحل. و «مرحل» بالحاء المهملة، للذي عليه صور الرحال.

(٢) في المجمل: «وجناحا النهر: خليجاه».

(٣) من قصيدة في ديوانه ١٤٨ - ١٥٠.

(٤) في الحديث «أن النبي صلى بأصحابه صلاة جهر فيها بالقراءة، وقرأ قارئ خلفه فجهر، فلما سلم قال: لقد طننت أن بعضكم خالجنيها»، أي نازعني القراءة. اللسان.